انهِمَارٍ عَلَى الأطلال
رَأَيتُ الحُلمَ يَرنُو لِلأَعَالِي
ويَبحَثُ عن جَوابٍ للسُّؤالِ
سُؤالٌ
فِي عنانِ الفِكرِ يَمضِي
بعِيدًا عَن مواجَهةِ احتِمالِي
يُشَاطِرُ دَمعَتِي
حُزنُ المَعانِي
إذا مَا حَنَّ شِعرِي لِلخَوالِي
فأَنهَضُ بِالكِتَابَةِ،
مُستَعِيرًا كُؤُوسَ الحُبِّ،
يَرسُمُها خَيالِي
عَلَى أطلالِ ذَاكِرتِي،
تَهَادَى حَنِينٌ
لِلشَّوارعِ والظِّلالِ
سَمَوتُ بِأدمُعِي
عَن كُلِّ ذلٍّ
سمُوَّ العاشِقِينَ،
وَلا أُبَالِي
أيَا عَينًا،
بِها شَوقِي تَجَلَّى
عَلَى مَرأى الوَسَائِدِ واللَّيَالِي
وَلَم تَرأَف
-بِدَمعٍ- أُمنِيَاتَي
كأَنَّي بينَ هَجرٍ واقتِتَالِ
وحَالِي
بَاتَ مَأسُوراً بِحُزنِي
ويَأبَى الحزنُ
إعتَاقًا لِحَالِي
وحِيدًا
بينَ جُدرَانِ الخَطَايَا
يُهَادِنُنِي احتِيَاجِي لِلنَّوالِ
وَيَقذِفُنِي
بِبَحرٍ مِن ضَيَاعٍ
فَأبحَثُ عنكَ فِي عَينِ انشِغَالِي
فَلا نَجوَى تُسَلِّينِي،
فَأَنسَى جِراحًا
ضُمِّدَت دونَ اندِمَالِ
وكَم خَانَت جِراحٌ ليسَ تَبرَى
وكانَ الجُرحُ مِنهَا
رَأسَ مَالِي
نُكِبنَا رَغمَ صَبرٍ كَانَ فِينَا
فأُوكِلتِ القضِيَّةُ
لِلنِّصَالِ
شَرِبنَا الظَّيمَ،
كأسًا فوقَ جُوعٍ
وتُهنَا فِي الجَنُوبِ وفِي الشِّمالِ
ذَهَبنا سَائِحَينَ
بِلا اتِّجَاهٍ
عرايَا بينَ حِلٍّ وَارتِحَالِ
دُعَاةً لِلحَيَاةِ،
وَنحنُ فِيهَا يَتَامَى
فِي البُعَادِ وَفِي الوِصَالِ
أُبَاةً سَوفَ نَبقَى مِثلَ نَخلٍ
شُمُوخًا نَشرَئِبُّ
وَلا نُبالِي
ويَنبُتُ مِن ثَرَانَا
ألفُ جِيلٍ
وَيَزهُو بِالمَحَبَّةِ وَالجَمَالِ
وَنُمطِرُ كَالسَّحَائبِ إن أطَلَّت
-بِعَاطِفَةِ السَّمَاءِ-
عَلَى الرِّمالِ
وَنَنهَمِرُ امتَثالاً لانتِمَاءٍ
ونَسقِي الأرضَ
بِالمَاءِ الزُّلالِ
فَتَبتَسِمُ السَّنَابِلُ،
وَالرِّوَابِي تُسَبِّحُ
-كَالعَوَالِمِ- ذَا الجَلالِ
لتَحيا كلُّ سنبُلة وتُعطِي
منَ الأرزاقِ عمراً للعيالِ