بحرَ البسيط الذي أهواه ما الخبر
قدمازج الصفوَ في أمواجك العكر
أمن تخبّط بحار سفينته
يعلو بها الموج أحيانا وينحسر
أم أن همي ثقيل ليس تحمله
تنأى وتعرض عن حملي وتعتذر
كم كنت أمخر في أعماق لجته
تغري قريضيَ في قيعانه الدرر
هل شاخ مثلي وهل كلّت مناكبه
أم ينكر اليوم عهدي مثل من نكروا
هذا الطويل شكا من قصر قامته
والكامل اعتلّ …فيه الضرب مختصر
ووافر راح يشكو شحّ مورده
متْقارب قدنأى ماطاله البصر
مديدها كُبّلت بالجزر أذرعه
فرّالسريع فلم يُلحظ له أثر
حتى الخفيف اشتكى من ثقل مشيته
والهزج يبكي فلا لحن ولاوتر
في دومة الخيل ولّى ظهره رجز
وليس يدركني مدّارك أشر
من لي إذا مابحور الشعرقد غدرت
إمّا أتيت لأبكي ربع من غبروا
أورحت أشكو بعادي عن حمى وطن
عاث الطغاة به واحتاطه الشرر
أضحى هشيما وريح الموت عاصفة
والنار تزكو فلاتبقي ولاتذر
والكل فيها سواءأصبحوا حطبا
مافي الفريقين مهزوم ومنتصر
أهل العروبة والإسلام أعرفهم
ماكان عهدي بهم إن يدهم الخطر
إلا أسودا وماذلوا وماوهنوا
يخشاهم في الجهاد الجن والبشر
مابالهم تستباح اليوم قدسهم
والشام فيها جيوش البغي تنتشر
صنعاء يعصف فيها الجوع رازحة
تحت الأبابيل والأجساد تندثر
بغداد ثكلى وقد كان الرشيد بها
يجبى له الخير أنّى يهطل المطر
امست إذا أمطرت فيهاسحائبها
تجبى الثمار لمن خانوا ومن غدروا
أوّاه ياأمة قد أصبحت زبدا
يطفوعلى السيل لانفع ولاضرر
لاتجعلوا سيرة الأسلاف متّكأ
فلتأ خذوا إسوة منهم لتعتبروا
إن لم يقم عمر منكم لينصركم
متّم هوانا فلن يأتي لكم عمر