أقولُ لَكُم بِدُونِ مُقَدّماتِ:
بِأَنِّي لَستُ محمودَ الصِّفاتِ
فما أنكرتُ ذَنبًا طُولَ عُمرِي
ولم أصنَع جَمِيلاً في حياتي
أنا مُتناقِضٌ عاصٍ لربّي
سِجِلّي حافِلٌ بالسّيّئاتِ
وشَخصٌ ماجِنٌ نَزِقٌ شَقِيٌّ
أصُوغُ الشِّعرَ مِن أجلِ البناتِ
ويُعجِبُنِي بِأن أبقَى وسيمًا
وحلوًا في عيُونِ المُعجَباتِ
وطمّاعٌ أنا فيهِنَّ جِدًّا
صديقاتي يَصِلنَ إلى المِئاتِ
ومَجنُونٌ وليسَ لدَيَّ عَقلٌ
ومَفتُونٌ أنا بِالفاتِنَاتِ
وشَخصٌ غيرُ مُتَّزِنٍ بتاتًا
أُغازِلُ مؤمناتٍ قانِتَاتِ
ولكِنّي على ما فِيَّ أبقَى
وَفِيًّا ذا خِصَالٍ رائعاتِ
أنا مُتَمَرِّدٌ لكِن بِوَعيٍ
وطاغِيَةٌ أنا ضدّ الطُّغاةِ
أنا جَلفٌ وبَدْوِيٌّ ولكِن
عِصَامِيٌّ وصاحِبُ مَكرُماتِ
أُحِبُّ حبيبتي، وأُحِبُّ نفسي
وهذا الحُبُّ ضِمنَ مُقَدّساتي
صحيحٌ أنَّ هذا الوَقتَ صَعبٌ
شَتاتٌ في شَتاتٍ في شَتاتِ
صحيحٌ أنَّنا عِشنا عِنادًا
ومتنا قبلَ تاريخِ الوفاةِ
ولكِن رغمَ هذا الشَّيءِ عندي
أنا ثِقَةٌ بِأنّ الفجرَ آتٍ
لديّ فراسَةٌ ولديّ رأيٌ
سديدٌ، إنَّني أحدُ الدُّهاةِ
حكيمٌ رغمَ أنّي فَوضَوِيٌّ
ومُحتَرِفٌ ولستُ مِنَ الهُوَاةِ
إذا ما قلتُ: إنِّي – يا حياتي –
أُحِبُّكِ تَرجَمَت كُلُّ اللُّغَاتِ
أُحِبُّكِ رغمَ ما بِي مِن طِباعٍ
أُحِبُّكِ رغمَ كُلِّ مُغامَرَاتِي
فَمُنذُ ولادتي قد كُنتِ حُبِّي
وأنتِ الحُبُّ مِن بَعدِ المماتِ