كفَى يا بسـمـةَ الدُّنيا اغترابا
فـطـولُ البـيـنِ أرواني عـذابا
رشفْتُ الحُبَّ في لُقياكِ شَهدًا
فأسـقـاني النـوى حِمَـمًا شرابا
أضعْتُ العُمرَ في الأمصارِ أرجو
وصـالًا مـنـكِ أو حـتَّـى اقـتـرابا
خُذي قلبًا تسامى فيـكِ عشـقًا
فـعــانـقَ في حـدائـقـكِ الرَّبابا
خُـذي نبضي وأشـواقي وهاتي
لي الـدنـيـا نـعــيـمـًا أو رُضـابـا
خُـذي واستـقـبلي أشـواقَ قلبٍ
سَـرَتْ جـذلـى تـدقُّ علـيـكِ بابا
ألا لـيـتَ الـهـوى يحـنــو بـقـلـبٍ
شـدا عـشـقـًا بـحـبّـكِ أو تصابى
تـجـرَّعتُ العـذابَ ولسـتُ أدري
بـبُـعـدي كـيـفَ تنـتـظـري الإيابا
أُحــبُّــكِ كالـربــيـــعِ إذا تـجــلَّى
وكالأغـصــانِ ترتـقـبُ السـحـابا
خُـذيـني لـمْـلـمـي أشــلاءَ قلبي
فقد ضاقـت عصافيـري انتحابا
بـدونـكِ أشـعـرُ الدُّنيـا جـحـيمـًا
وكُلَّ الـحُـبِّ في مُـدُنـي سـرابـا
دعـيـنـي أنــثــر الأشــواقَ وردًا
بـروضِـكِ، أمــلأُ الدُّنـيـا شــبـابـا
فـلـيـسَ الـعـمـرُ إلا نبـض قـلـبٍ
تراقصَ فـيـكِ مُبتهـجـًا فـ ذابا