بلادي المجدُ بانيها
منَ الشّامِ لبغدادِ
ومنْ نجدٍ لبَعْدِ النيلِ مسكوبٌ
وللأهلِ حكاياتُ
نساءٌ طابَ مَلقاها
أعادَتْ مجدَ أجدادٍ
كأنَّ الأمسَ ما ضاعَ
بحطينٍ يُقاوِمنَ
وفي الطّورِ
يوزّعنَ ورودَ الفُلِّ والدِّفلى
وفي السّهلِ جبينُ الشيخِ مرفوعٌ عزيزُ النفسِ تلقاهُ
وما يَرضى بإذلالٍ
بحبِّ الأرضِ يقتاتُ
رجالٌ قاوموا ظُلمًا
تحدّوا الصعبَ ما ضاقوا
وأهلُ العلمِ زادوها بنثرِ العزِّ والجاهِ
فهَل للقهرِ إن زارَ
يبيتُ الّليلَ في نفْسٍ
ويُمسي القلبُ محزونًا
وصدرُ الأهلِ مرساةُ؟!
فيا صحبٌ ويا جَدٌّ
كتاجٍ في عُلا رأسي
علامَ البؤسُ طاغيكَ
وضيقُ النّفْسِ طاويكَ
ألمْ نَحيَ بهِ أمسِ
هناءَ العيشِ والفحوى
هي الدّنيا كألوانٍ
بذاتِ الحالِ لا تَبقى
وبعدَ العسرِ آتينا
وَفيرُ الخيرِ واليُسْرِ
ومكتوبٌ :
بأنْ نُرمى بأحجارٍ
فنَبنيها قصورًا
عانَقَت مَجدًا
ومكتوبٌ:
بأن نَشقى
فهل نَبقى كَما كُنّا بماضينا؟
كَما كُنّا برغمِ الصّعبِ لا نشكو
برغمِ الصّعبِ كم نَقوى
فكيفَ الخوفُ من آتٍ
وَقُربُ الربِّ منجاةُ؟
صغيرُ الخَلْقِ “فيروسٌ”
يُعادي الخَلْقَ يَغزوهُم
يدينُ الكلَّ – لا فرقٌ –
بميزانٍ منَ العدلِ
هُمُ الحكّامُ كالرقِّ
هوَ المرعيُّ كالرّاعي
فمَن قالَ:
هوَ الإنصافُ قد جاءَ لأرضِ الظّلمِ والبَغيِ؟!
وبالغاباتِ مملوءٌ
كما يرويهِ” جُبرانُ”
لدرسٍ فادَنا شُكرًا
بِدونِ المالِ وافانا
لمغزى ما حسبناهُ
سيبدو اليومَ عُنوانا
فَها للعدلِ أصواتُ
كَفى خوفًا
وَخُذْ أسبابَ ما تَخشى
ووكِّلْ أمرَ ما أشقى
لربٍّ قادرٍ يحمي
فكَم أبحرتَ في سعدٍ
وجاءَ اليومُ كي تَشقى
سعيدَ الحالِ لن تَبقى
فحالُ المرءِ حالانِ
فرَشنا عمرَنا زَهرًا
رَكضنا خَلفَ لا شيءٍ
تَسلَّينا وغَنّينا
تَباهينا بما فينا
فَما الجدوى بمالٍ مثلَ قارونٍ
إذا شاءَ إلهُ النّاسِ أن نَشقى؟
فعُدْ لّلهِ يا هذا
وهاتِ الحُلْمَ عُنوانًا
وَسلْ عن حالِ يعقوبٍ
عليلُ الجسمِ مسقومٌ
بلاهُ اللهُ في فَقرٍ
وفي الأبناءِ بلواهُ
ورغمَ الحالِ ما احتجَّ
هو المكتوبُ أرضاهُ
طعامَ الصّبرِ يقتاتُ
علامَ القلبُ مسكونٌ
بحُزنٍ زارَ ما ولّى
وصوتُ القلبِ موجوعٌ
جريحٌ فاضَ بالآهِ؟
تحدَّ القهرَ لا تيأسْ
ذِراعَ الموتِ لا تخشَ
أرِحْ نفْسًا وطمئِنها
فإنْ ماتَتْ “بطاعونٍ/بكورونا”
جنانُ الربِّ مثواها
وَمَن فازوا بجنّاتٍ
فَهمْ بالحقِّ ما ماتوا