دعني لأفنى هياما في هوى اليمن
ولا أرى عاشقا مثلي ثرى الوطن
فلا أشايع كالأقيال عبهلة
ولست اقفو خطى سيف بن ذي يزن
يا غربة الروح إن فارقتها بدنا
ومن يفرق بين الروح والبدن
بمهجتي اتحدت هذي البلاد هوى
وقد شددنا بلا قيد إلى قرن
أفراحها فرحي أتراحها ترحي
وليس تمرع إلا من يدي مزني
ڤإن نأيت على رغم حييت بها
ولا يفارقني شجوي ولا شجني
إني علقت هواها قبل مولدها
وقد تملكها حبي ولم أكن
فإن نظرت إلى ما حل بي ترها
وإن نظرت إلى أحوالها ترني
فلا تزاور نفسي عن مرابعها
في حالة الصحو أو في حالة الوسن
إذا فرحت فمن أعراسها فرحي
وإن حزنت فمما مسها حزني
إني لاعشقها دينا وعاطفة
وما لذين إذا أخلصت من ثمن
وإن يكن فتنة حبي لها فأنا
لا أستحي اليوم من عرضي على الفتن
مادمت حيا فروحي طوع راحتها
وإن أمت فانسجوا من تربها كفني
أواه ما صنعت دنياي بي فأنا
أهذي بصنعاء دون (الدان) في عدن
نأت نوارس قلبي عن مرافئه
وأحرق الجهل في شطآنه سفني
وحال ما بين أورادي وأوردتي
موج به إنطفأت إشراقة المدن
وبت أحيا وجسمي ليس يحملني
كحالم يتحاشى لعنة الزمن
أو عازف شد اوتار بلا نغم
حان, ومعتصر ضرعا بلا لبن
ما للدماء التي كنا نقدسها
قداسة الأرض لم تحفظ ولم تصن
ونحن ألين أهل الأرض أفئدة
وافقه الناس بالآثار والسنن
وا ضيعة الوطن الغافي على محن
ولا يغادرها إلا إلى محن
وإن آلم سهم ما رمتك به
يد خلعت عيها وافر المنن
وكم لأوطاننا من ذمة سلفت
إن خانها النذل فالاحرار لم تخن
إني وإن ذقت مر الكأس في وطني
فلم يزل مستساغا في فمي.. وإن
وقد تهون المآسي إن أويت إلى
دار ..وما أتعس الغادي بلا سكن!
قد يطرد اللهب الأطيار من فنن
ولا يبارحها شوق إلى الفنن