ما الشعرُ إلا موردُ الظّمآن ِ
وسبيكةٌ من لؤلؤٍ وجُمانِ
وأصائلٌ يشفي العليلَ صهيلُها
ونسائمٌ للآلِ والخلّان ِ
ومهندٌ يُردي الدّعيَّ صليلُه
ويروم بالبأساء كلّ جبانِ
وأسنّةٌ ساحُ الوغى ميدانُها
وبيارقُ الأمجاد للأوطانِ
فالشّعر يعفو للجراحِ كلومَها
ويفكُّ قيدَ المستباحِ العاني
أو إن أردتَ فَعَينُه نضّاخةٌ
بالمسك و الأزهار والريحانِ
هو رفعةٌ لمنِ ارتقى أسبابَه
هو منهلٌ لفضيلةٍ وتفانِ
غيثٌ تميسُ الأرضُ من نَعْمائِه
ديوانُ فضلٍ، يزدهي بمعانِ
يا ويحَ قلبي، ما لقلبي حيلةٌ
أرنو إليه كظامئٍ لهفانِ
أنا من نثرت كِنانتي في دوحه
وبثثتُه من لوعةٍ أشجاني
ولثمتُه كالطلِّ قبّلَ زهرَه
وملأتُ من ريّاهُ كلَّ دِناني
وأعذتُه شرّ النّوائب إنه
وطنٌ يعانقُ مهجتي وكِياني
وشدَدْتُ في كنف البحور مراكبي
سافرتُ أسقي النجمَ من ألحاني
وسكبتُ في نجواه فيضَ مدامعي
وطفِقتُ أطفِئ جذوةَ البركانِ
م من قصورٍ في الهواء بنيتُها
حتى رُميتُ بدائِه فبَراني
الشعرُ إن سلبَ الفؤادَ رحيقُه
راحت تغازلُ بوحَه العينانِ
فلتُنزِلوا الشُّعراءَ أكرمَ منزلٍ
فخرُ الدُّنا ومنارةُ الاكوانِ