بينَ العامينِ أقِفُ مُنتَظِرا
والقَلبُ في الشَّكِ باتَ مُتَوَعِرا
أنظُرُ الى جَرفِ ماءِ الأفولِ
والضُّحى فوقَ اليَمِّ أمسى مُنحَسِرا
خالَطَ اِحمِرارُهُ صَفنَةَ النَّبيذِ
يُطلِقُ عَنانَ النَّفسِ مُخبِرا
وغَضُّ المَشاعِرِ تَطفو غُربَةً
قارَبَتْ بالهَيمِ الفَسيحَ الأكبرا
هَوَيتُكِ وليسَ لي مَوطِنٌ
شُرودٌ يبقى عليَّ مُسيطِرا
أبحَثُ بينَ عَينَيكِ ولا مأوى
أتَقَلَّبُ فيهِمـا ولا أثرا
جَنَّ الظَلامُ يَستَجمِعُ القوى
يَقطعُ خفايا الوَهَمِ مُتَكَدِّرا
يأبى التَّكَبُّرَ في دَنَفِ المَعرِفَةِ
لا يُطيقُ في الفناءِ المُتَكَبِرا
إنْ راقَكِ الهَجرُ الآثِمُ فإنَّني
سأرضَخُ ولستُ بِهِ مُستَبشِرا
سأبقى معَ خَمرَتي دونَ هَدَفٍ
ساكباً خَميرَ المِدواةِ مُعتَذِراً