سأنشر حرفيَ عبر السهــولِ
و فوق الروابي و خلف البطاحْ
يعانـــــقُه النسر فوق الجبال
و أنثـــــــره في مهب الريــاحْ
فتُصدحُ نجــواه في الخافقين
وتنشدُه الروحُ قبــــــل الــــرواح
و فيــه تزغـــرد ناعــــورة
و تشدو الحســـاسين عند الصباح
يبرعمُ زهــــرًا و ينشرُ عطرًا
فيرتشف الصبـــحُ عطـرَ الأقــاح
و يخضوضرُ الحرفُ في بوحه
جميلَ القصائد صيغت بــراح
كأن بيــــوتَ القـــــــوافي بها
عــــذارى لهنّ وجـــــوهٌ صِباح
فلا صحوَ من خمرِه في مساءٍ
و لا صحوَ للفجر في الاصطبــاح
تقبـّـــل نفسي ربيـــعَ القوافي
و تستلهم النــفسُ روح ارتيـــــاح
و أطلـــق روحيَ من أسرها
بـها يرتوي من نداها الصبـــاح
فيسألني الــوردُ معنى ربيــعٍ
يكـــــون الجوابُ به في صبــاح
أقولُ .. هو الشعر محض شعور
و نبض اختــلاجٍ به القلب بــاح
و رسمُ الأحاسيس من مهجــــةٍ
وعزفُ رياضٍ و طيـــــــرٌ صداح
هو الشعر نـــهرٌ جرى سلسبيلا
و عـــذبــًا فـراتــًا و ماءً قــراح
اذا الطير غناه في الدوح شدوا
تســلل للقلـــب حــــتى اســـتراح
و تضحك روحٌ لضحكِ القوافي
و ينتحب القلبُ ان هو نـــــــــــاح
و يبتهــــــج الورد في روضــه
و قد زرع الحُــبَّ في كل ســـاح
ترى الكونَ يفرحُ في مشرقيه
اذا لامستْ راحتــــاه البطــــاح
وتخضلُّ منه المروجُ ربيعــًا
و يستنهض الفجرُ جفنَ الصباح
سلاحي يراعي و بيت قصيدي
و نبض حــروفي .. و نعم السلاح
جناحـــان للشعرِ يحيــــــا بها
اذا اختــل جنح .. تداعى جنــــاح
هما البوح و الروح كيف يطير
اذا فــقد الخافقـــان الجنـــــــاح
وهل يصدح الشعر في أيكـــه
اذا كــــثرت في المعاني الجـــراح
و أجمل ما يســـــتثير الشعور
اذا الليـل غنّاك .. و الصبح صـاح
حروف القوافي بها وحي فجر
فكل المعـــاني بهـــــا تستبـــاح
فهــــلا أزحتُمُ عنـــها غبـــــارا
فيصبح نبـــع المعــاني متـــــاح
أزيحوا عن العقــــل أستـــــاره
ترى الشعر يصـدح في كل سـاح
و بنتحـــــر السحر من سحره
و تخفق فيه المعـــــاني الوِضاح
و لن يرتقي الشعرُ ان لم يكن
عبيــرَ النفــوسِ و بوحـــا مبــــاح
يفضفض فــيه المعنّى هــواه
ففي الشعر رغــــم النوى مستراح
و لكنما الشعر فكــــر و سحر
اذا العقــــل يصحو .أو القلب بـاح
لعمرك ما مات يوما قريـــضٌ
اذا اتـَّـحدت فيـــه .. روحٌ بـــراح