بَعيدانِ…
بَيني وبينَكَ جُرحٌ… وحُلم
تأخّرتُ عن دَمعِ عينِكَ تنهيدتانِ… وأفق
وَصارَ انتِظارُكَ ليلٌ وصَومٌ وريحٌ وخَيمَة
وَصَوتٌ يُفَتِّشُ عَن بَعضِ لَونٍ
ليُصبِحَ للعُمرِ لَحمٌ ودَم
وما زِلتُ أُصغي لِحَشرَجَةِ الليلِ مُذ باتَ طَقسًا
ومُذ صارَ عُمرُ المفارِقِ لَهفَة
وباتَ الرّبيعُ زمانًا تَقَمَّصَ آثارَ حيٍّ وبَيتٍ شَهيد
بَعيدانِ…
بَيني وبَينك صَمتٌ وعَتم
وها جِئتُ أُصغي لِصَوتٍ تَناهى
بِشِريانِ ضوءٍ جَفاهُ النّغَم
بَعيدانِ…
بَيني وبَينَكَ أَعصابُ لَيلٍ طَويلِ الرُّقاد
وَبَدْءٌ تَراخى…
كَأركانِ بَيتٍ يُعانِدُ ريحًا
وهِجرَةَ أهلٍ… وصُحبةَ شَوك
يَراني… يَراك…
زَحامًا يَسيلُ بِعَكسِ الطّريق
كأمسٍ كَساني شُحوبَ الغَريق…
غَدٌ غائِبٌ في ثُقوبِ القَدَر.
بَعيدانِ…
بَيني وبَينَك صَوتُ الضَّجَر
وعمرٌ ذَوى في ثَنايا السَّفَر.
::: صالح أحمد (كناعنة):::