بُوحي بحزنكِ قولي للغياب غداً
ستطفأُ الجمر في الجفنِ الذي استعرا
تشتاقُ عيني ترى عينيكِ يا امرأةً
من الغمامِ ويا أنثى بدت قمرا
الله لو مسحت كفاكِ ناصيتي
وبددت من جفوني الهمَّ والسهرا
بادٍ محياك رغم الحُزن مؤتلقاً
والبوح في ثغركِ الوضاح ما انكسرا
هَبي قليلاً من السلوى أعيش بها
بقية العمر قلبي حجَّ واعتمرا
وطاف حولكِ سبعاً دونما تعبٍ
ياكعبةَ الحُسنِ يا أيقونةَ الشعرا
وقبِّلي شفتي يخضرُّ حقلُ دمي
وعلميني دروس الحب والعِبرا
أستاذةٌ أنتِ في علم الهوى ولكم
كانت دروسك تلهي السمع والبصرا
وفيكِ ما فيكِ من حسنٍ ومن طربٍ
ومن أناقةِ فكرٍ تُسكِرُ الوترا
غناكِ إيقاع نصٍ لم يقلهُ فمٌ
ولم تبحْ فيهِ أنثى منذ منكِ جرى
كالنهر يا لغةَ الأحلام في شفتي
ويا أنا كُنه ذاتٍ تشبه المطرا
يابسمةً في فمِ الأيامِ عامرةً
بالحبِ والشوقِ نحوي عجلي السفرا
وعانقي صدرَ ملتاعٍ إليك فقد
رأكِ أنتِ الثريا والنساء ثرى
غداً سأنظر في عينيك مبتسماً
يا نخلةَ العمر يا غيمي الذي انهمرا
لكِ المحبةُ هذا بعض ما نقشت
يدي من الشعرِ في كفيكِ منصهرا
والحبُ لو كان ذا سمعٍ وذا بصرٍ
لكان أجمل خلقاً يأسرُ النظرا
لكنه الضوءُ والماءُ الذي هطلت
سحابة في أناسٍ لم تعد بشرا
” والحب في الأرض بعض من تخيلنا”
لولا مراياه أضحى عيشنا كدرا