ما عادتِ الرشقاتُ الحُمرُ تفزعنا
ولم يعدْ في سمانا بارقٌ وَمَضَا
تأتي انكساراتُنا.. تجتاحنُا سَفَهَاً
والموتُ جاءَ كسيفٍ مسرعٍ و مَضَى
أشلاؤنا كفراشاتٍ تطيرُ أسى
منها تضوَّع مسكُ الفجرِ وانعَرَضا
أعدادنا فاقت المليار… أين همُ؟!
فما رأينا لثوبِ العارِ من نَفَضَا
المثقلون بـماضينا وحاضرنا
كقلبِ وَاهٍ.. رأينا الهمَ والمَرَضَا
بِنا الجراحُ تذوبُ كملحِ أوردةٍ
كمارِدٍ من سباتِ الدهرِ قد نَهَضَا
تهزُّنا الآهُ والآلامُ تنهشنا
كأنَّما القتلُ فينا شِرعةٌ وقَضَا
للنورِ دربٌ بعيدٌ كيف نسلكهُ؟!
هل الظلامُ بعهدِ النورِ قد نَقَضَا؟!
أم الحياة التي نرجو محرمة…
وإن صبرنا نرى في الجنةِ العَوَضَا !
الكون يذوي فلا أممٌ ولا قِممٌ..
ولا اجتماعاتهم قد تُبلغ الغَرَضَا
على التأسِّي سيبقى الحرُّ منتصبا
لا يعتليه ونىً.. للظلم قد دَحَضَا
أنينهُ في أكفِّ الريحِ بسملة
وصمته رهبةُ المحرابِ إذ رَفَضَا…
وذي المنايا تجيء الآن مسرعةً
يجذُّنا سيفها المجنون حين نَضَا
أيامنا سَفرٌ يمضي إلى سَفَرٍ
وزادنا الدمعُ.. والتنكيلُ ما انقَرَضَا
هنا الحناجرُ تتلو الحزنَ سورَته
و مزَّقَ الصوتُ صمتا.. طالما وَفَضَا
لكنَّها الشمسُ في الإشراقِ تشبهنا
كأن آمالنا قدرٌ قدِ انفَرَضَا