أعلمُ أنَّ هَواكَ مِن مُستحِيلٍ غريبْ
وأدركُ أنَّ الغرامَ إذا جَنَّ
صارَ كتاباً من الأعاجيبْ
بل أنتَ، في نوءِ روحي،
تغدو العجيبةَ الثامنةَ،
حينَ يَضيعُ الشَّرحُ
وتنفلتُ المعاني من القوالبِ والتهذيبْ
وأَعرِفُ أنَّا
لَن نكونَ معًا،
وأنَّ الفَجرَ لا يولَدُ
في أرضٍ يَحرُسُها الغيابُ الرهيبْ
لكنْ
هل كانتْ مشاعرُ قلبي يومًا
طَوعَ أمرٍ؟
وهل يُقامُ على النَّبضِ
سُلطانُ تدريبْ؟
يكفيني أنَّكَ تَتَوَّجُ قلبي
وتَفتحُ في داخلي
بابًا لم يطرقهُ العُشّاقُ
ولا عبرتْهُ الأمنيّاتُ
في ليلٍ كئيبْ
يكفيني أنْ أراكَ
زائرًا في الحُلمِ
يُداعبُ وجهي
ويَرشُفُ صمتي
بخيالٍ يرفُّ على روحي
كغيمةِ ندىً فوقَ سريرٍ مُتعبٍ مُنحنيِّ الجَنبينِ
وهوَ غريبْ
يكفيني همسُكَ
يُطلُّ من القلبِ
كما يطلعُ النَّجمُ
من فوضى السَّماء
ويُعيدُ ترتيبَ هذا الليلِ
في داخلي
ترتيبًا عجيبْ
نَعَم…
أُحِبُّكَ
ولا أتراجعُ
ولا أَهُمُّ بندمٍ
فالحبُّ،
حينَ يَسري في العظمِ،
لا يعترفُ ببابٍ آخرَ
سوى بابِ الصدقِ
ولو كانَ طريقهُ
كلُّهُ نارًا
أو كلُّهُ لهيب.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية