ترتيلَة للغياب
• محمد سلّام جميعان
يقولونَ تأتيكَ في الصَّحْوِ والهَلْهلَةْ
وفي كَرْكَراتِ الصِّغارِ
وتأتيكَ في رَفْرَفاتِ الجفونِ
وتَطْلُعُ مُعْجِزَةً مُقْبِلَةْ
فقلتُ: نَهاري يَضيقُ عَليّ
ومِلْءُ خيالي صدى الزَّلزَلَةْ
أخافُ إذا ما دنا لي ابْتِهاجٌ
يُعَرِّشُ فيَّ اغتيالاً… جنوناً
ويَصْلبُني جُثَّةً مُقفَلَةْ.
يَقولونَ تأتيكَ في زهرةِ الجُلَّنارِ
وباسِطةً كَفّها بالنّدى
تُرَقِّشُ وشْماً بشكلِ المحارْ
فقلتُ: هو الحزنُ يشربُني مرَّتينِ.
بماذا سَنوصي لأحلامِنا الآتية؟
أنوصي لها بالجُنونِ الغَبيّْ
أنوصي لها بالحُضورِ المَلولِ
وبالمطرِ الموسِمِيّْ؟
اعذريني فإنّي نَهاري يَضيقُ عليّْ.
نافورةٌ أنا… نافورةٌ من التَّعبْ
وكَوْمَةٌ من الأوراقِ عاقرتْ حُروفَها
جِنِّيَّةٌ من اللَّهَبْ
وعينيَ الَّتي تطوفُ في الأفقْ
لمّا تزَلْ تفتِّشُ السُّطوحَ والجدرانَ
تُفتِّش الأشجارَ والنّوافذَ البعيدة
وتَشْرَبُ الأَرَقْ.