تسائلني الطيور لمَ البكاء
حزين أنت أم بالجسم داء
أمن ألم الفراق ذرفت دمعا
وبان الحِبّ وانقطع الرجاء
فقلت بلى فقد فارقت أرضا
بها العيش المكرّم والرخاء
بها تتزاحم الأمجاد حتى
تضيق لكثرةٍ منها السماء
إذا ذكر الأولى فيها احتراما
ترى التاريخ طال له انحناء
وإن ذكر الندى والطيب يوما
فليس بغيرها عُرف السخاء
ويختال الفخار بها فخورا
ويعشق ترب نعليها الإباء
ويهواها الجمال بكل لون
وعذب شرابها فيه الشفاء
يغازلها النسيم إذا تهادى
وينهب من أزاهرها النقاء
إذاطلع الصباح البدريبكي
وتبكي الشمس إن حل المساء
ويحزن للفراق الصيف لولا
أتى فصل الخريف به العراء
وإن فرح الشتاء بكى خريف
وإن ضحك الربيع بكى الشتاء
وأهلي والرفاق وكل إلف
قريبهمُ بعيدهمُ سواء
شعارهمُ التسامح والتصافي
وشيمتهم لعهدهم الوفاء
بلادي جنة الدنيا ولكن
على أرجائها صب البلاء
فأبدل برد منهلها حميما
وبدد طيب أنعمها الشقاء
وعاث الطامعون بها خرابا
وسالت في مرابعها الدماء
وينعق في خرائبها غراب
وتهجرها العنادل والظباء
ألاأبكي على وطن جريح
ينادي ليت لو نفع النداء
ونارالشوق في قلبي تلظّى
ولا يروي الغليل سوى اللقاء
طيور الدوح فلتبكي لحالي
فمثلي ليس يطربه الغناء