لماذا خُلقنا تُعساء
والابتسامات أبتلعها اللصوص
وجنرالات الحروب
الوجع يتناسل كما البوح
ويتجدد كما يتجدّد الليل والنهار
أيها الزمن الجائر …
لماذا توقّفت الحياة عِند عتبة فجرِنا ؟
وتعثرَ خُطاها على مشارِف دربنا ؟
سدّوا علينا المنافذ
حجبوا عنا أشعة الشمس
وضوء القمر
وحاصرونا من كل الجهات
بالفقر والخوف أذناب البشر
متى يتحرّر طائر الحب من سِجنه الوهمي
وترفرف أجنحته في سماء العاشقين ؟
تتقاذفني أمواج المتاهة
يعتصرني الألم والحنين
حتى كاد غُصن آمالي أن يجف
لولا رحمة النسيان
كيف يهنأ اللصوص في غنجٍ ودلال
يمشون بعيونٍ مُغمِضةٍ
ويَصِلُون إلى مزهريات الأمل سِراعاً
دون أن تخدشهم حوافها المسنّنة
ولا تُكبلهم الخطوط المتعرِّجة؟
ريثما نحن نلتوي في حَلْبة العذاب مٍراراً بلا جدوى
تُقيّدنا الانكسارات
والسّراب يختال ساخِراً مِنّا
ويتباهى بغُباره الوهمي
ويُمعن في العذاب
حلبة صراع تغصُّ بالمعذبين المكتظين بالبراءة
لا نستطيع الإفلات من شباكِها ،
قفزاً من فوقها ،
أو متسربين من تحتها
نمشي على درب الآلام
نتتبّع إثر السعادة
في محاولة الخروج من غرفة التعاسة ؟
كغريبٍ ساهٍ
مدّ رِجلَه في طريقٍ لا يعرفها
حائراً بين الخروج ،
والعودة إلى مكانه
يتخبّط بين تفتحها وانغلاقها
سعياً للنجاة من القسوة والنبذ
أو أن تُدمِيه أشواكُها الباتِرة