ثﻻثون وست سنيين عجاب
تمر على الدهر مر السحاب
فﻻ الدهر يبقى على حاله
وﻻ العمر يبقى رديف الشباب
وﻻ الليل يبقى بإظﻻمه
وﻻ الصبح إن ماكساه الضباب
وﻻ السحب تنكر أمزانها
حتى وإن دنستها الكﻻب
أو البحر يلقي بأصدافه
إذا ما أعتراها رذيل التراب
وﻻ تهجر الطير أعشاشها
حتى وإن عاشرتها الغراب
وﻻ تهرب اﻷسد من غابها
حتى وإن حاصرتها الذئاب
وﻻ تهدم الناس أوطانها
حتى وإن جرعتها العذاب
وﻻ تترك الناس أحﻻمها
وإن قايضوها بوهم سراب
وﻻ يطوى الشعر بمن قاله
حتى وإن قد طواه الغياب
وﻻ يقبل الحر بإذﻻله
وإن كان للصابرين المثاب
ولن تلقي الحرب بأوزارها
وبالناس من هم بمس مصاب
هذا بﻻغي وهذا الخطاب
ﻷهلي وربعي ولكل الصحاب
تعالوا نداوي جراحاتنا
ومن النفس نمحواسواد الخضاب
بروح التسامح ﻷجيالنا
وروح التصالح، نزيل المصاب
وتسموا إلى المجد أوطاننا
جنوب يحلق فوق السحاب