تنسى كأنّي لم أكن يومًا حبيبةَ قلبكَ
تحلو الحياةُ برفقَتي
نخطو سويًّا للديار…
ونعدُّ أحجارَ الشوارع
نكتفي بصغارِها
نبني بيوتًا بالثرى
أعشاشَ أرضٍ للكنار…
ونبيتُ بينَ جديلِ قمحٍ ناضجٍ
أو ما استوى
لا الخوفُ يبعدُ بيننا
أو أن يُحارُ الحرُّ نار…
كنّا نراعي جدَّتي
تأتي إلينا خُلسةً
وتعودُ ترفعُ أذرعًا
تدعو بتوفيقِ الصِغار…
وكبرتُ أعواما مضت
وتركتَني في غربةٍ
بجوارِ وعدٍ نلتقي؛
نبني حجابًا من جدار…
كنّا نمدُّ سنابلًا بالماء
نَرعى عشقَنا
صارَت سنابلُ حقلِنا
تَبكي جفافًا في اصطبار…
هل تذكرُ الوعد الذي نقَشَته أيدينا
على تينٍ وصبّارٍ
تُرى قُطِعت وعودٌ والثمار؟!…
.
قد نمتطي ضيقَ المواجعِ ساعةً
لكنّنا يا شعبُ لي وعروبَتي
تهنا بليلٍ والنهار…
ضعنا تفرّق شملُنا
وكأنّنا لم نلتقِ في الصُّبحِ لا
وكأنّنا بِعنا ضميرًا للدَّمار…
لا الحالُ باقٍ بينَنا
لا الوفق أينعَ صدفةً!
ماتت أماني جدّتي
مدفونةً خلفَ السِّتار