ثورةُ السَّنابلْ/ بقلم:طارق السكري

أنا هنا ، وهذه انتفاضتي
على خطى أكتوبرٍ
زرعتُني
في كلِّ شبرٍ من ثرى مدينتي
مشاتلاً لثورةِ السَّنابلْ

سكبتُ من دمي
على طريق الفجر
شعلةً .. على مَداها الحُرِّ
تعبر القوافلْ
قصائداً .. أظافراً تقاتل

على طريق الفجرِ
من دمي جداولْ
لكي يُضيءَ كلُّ بيتٍ
كانتِ الغربانُ مِن سنينْ
تغتالهُ بالصمتِ والأنينْ

أنا هنا ، وهذه انتفاضتي
صوتي الذي تنضَّجتْ آلامُهُ
على يدِ الهواجرْ
وغاب في السجونْ
وقبَّلتْ جبينَه الخناجر
لابد أن يُجاهر
بما انطوتْ عليهِ نقمةُ الدَّفاترْ
بخيرهِ
بشرِّهِ
لابد أن يجاهر
لابد أن يصافح الجنونْ
ما عاد في مقدوريَ السكوتْ
ذاك الذي أدار ظهرَهُ لأدمعي
لابدَّ في حديثهِ عن السَّلامِ
‏أن يموتْ

يا عالماً تصدَّعتْ من حولهِ الأفكارْ
سحقاً لعينيك اللتين صِيغتا
من الفخَّارْ
سحقاً لعينيك اللتين تلهثان كالكلاب
حول النفط والدولارْ
لا ينظران كم بلادنا تنهارْ !

يا عالماً أضأتَ من حديثك المعسولِ
حولَ العدلِ والحريَّةْ
أحلامَنا ،
وكنَّا قبلُ أسْرى القصرِ والخطيَّهْ
أسكنتنا السحابَ ، والنجوم
فَصَّلْتها ملابساً لنا
في دلجةِ الغيومْ
ملابساً عصريَّهْ
أرغيتَ كالبعيرِ حول قصَّةِ الحضارهْ
فالدِّين وحدهُ المسؤول
عن تخلُّفِ العَمارهْ
وأنها السَّماءْ
جرادةٌ تقتات من حديقة العقولْ
وأنها السماءْ
حشيشةٌ تغتالُ في الإنسانِ
الحبَّ والنَّماءْ
وأنك الوحيدُ صاحب الأسرارْ
ونحن صدَّقنا بأنَّك
الرَّسولْ
سحقاً لما تقولْ
يئنُّ كلُّ شبرٍ في مدينتي
مِن وطأة المغول
القصفُ والدَّمارْ
عذابنا في الليل والنهار
أكبادُنا .. تلك التي تمشي على لهيب النار
وأنت عن عذابنا مشغول
سحقاً لما تقول

يا عالما أعمى
بلا ضميرْ
لن تنتهي إلا إلى أذنيك منَّا
نغمةُ التَّحريرْ
من مأربٍ إلى تعزٍّ
لوحةٌ
تضجُّ في ألوانها
الرِّياح والصخورْ
تسوق كلَّ صرخةٍ
حوثيَّةٍ
إلى السّعير
يا عالماً بلا ضمير
ستنتهي إلى أذنيكْ
رغماً عن كلابك التي أطلقتها من كاحليكَ
رغماً عنكَ ، عن خطابك المعسول
نغمةُ التحريرْ
أنا هنا وهذه مدينتي
فاخرسْ
على الذي تريد أن يكونْ
أنا هنا القانونْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!