صلّيتُ في حرم الأبياتِ ذاهلةً
بحرُ القصيد أنارَ الروحَ والبَصَرَا
ماذا عساني أقولُ الآنَ يا رجُلاً
منهُ البياضُ حباني الكونَ مختَصَرَا
رفْرَفتُ منْ ولَهي والقلبُ بُلْبُلَةٌ
حَنّتْ إليكَ فباتَ الشوقُ منْكَسِرَا
أطفأتُ مسْرَجَتي، أشعَلْتُ أدْعيَتي
يا ربُّ خُذني إلى الوَرْدِ الّذي انتَظَرَا
خُذني إليْهِ عطورًا باتَ يرقُبُها
موجا،نسيمًا ، سنى أو بذرةً بثَرى
هل كنتَ تجمعُني أم كنتَ تنثُرني
جسمي كمثل ترابٍ يشتهي المطرا
لحّنْتُ نبضكَ للنسّاكِ أغنيةً
فكان قلبُكَ لي في خلوتي وترَا
ثمّ اختفيتَ وذي النوتاتُ باردةٌ
صارت مسالكُ قلبي بالنوى حُفَرَا
إنّي أبيتُ على الآلام أنحتُها
ازميلُ عمري برى الأوجاعَ وانصهرا
يا أيها الليلُ أسْعِفني بأحجِيةٍ
أطفالُ قلبي جَنَوْا منْ شوقهم قمَرَا
أطْعَمتُهُمْ حُلُمي، غطَّيْتُهُمْ بِدَمي
كمْ أخْجَلَتْ قِرَبي خَمري الّذي عُصِرَا
حدّقْتُ في قطرَة الزّيت المحيطَةِ بي
حتّى أضاءَ فؤادي بعد ما انفطَرَا
رتّلْتُ أورادَهَا في الغيبِ صاعدَةً
أبْصَرتُها اتّسَعَتْ حتّى غَدَتْ نَهَرَا
الآنَ أرجعُ منْ ذاتي وأرمقُني
كلّي حقائبُ لكنْ أمقُتُ السَّفَرَا