يَـا حَـرَّ قَـلـبِـي مِـنَ الحَسْنَــاءِ يَلتَهِـبُ
الحُـسْـنُ يَـرتَـعُ في الأجفانِ يَـسْـتَـلِـــبُ
هَـذي جميـلـةُ أهـلِ الحـيِّ مُـذْ وَلِـدَتْ
منها البدورُ خَـبَتْ والشمسُ والشهبُ
شَـبَّتْ عَـنِ الطَّـوقِ قـد فاقتْ مَواهِـبُهَـا
جَميعَ أتـرابِهَا فـي الحُسْــنِ يُـرتَهَـبُ
لَهَـــا ضَفَـائِـــرُ كالشَّــلالِ نَـازِلِــــــةٌ
صَفــراءُ يَلَمَـعُ فيهَـا الــدُّرُّ والـذَّهَــبُ
الريــحُ تَعبَـثُ فـي أسلاكِـهَـا غَـزَلاً
والقلبُ يَعـزِفُ ألحَــاناً بِـهَـــا طَــرَبُ
غَـزا هَـوَاهَـا فُـؤَادِي فـارتَـدَى شَغَـفاً
ثَـوبَ الصَّبَـابَــةِ فـي أكبـادِنـا لَـهَــبُ
أهـدَيْتُهَـا شَمْعَــةً بالشَّوْقِ أمهُـرُهَـا
تُضيءُ رِحلَةَ عُمْرٍ بالحُبِّ تَضطَّرِبُ
هِيَ الضِّيَاءُ الَّذي قـد ضاء رَحلَتَنَـا
وَهْيَ السِّراجُ الَّذي بالطُّهـر يَنسَكِبُ
رَأَيْـتُ فيـهـا جِنَـانَ الخُـلْـدِ وارفَـةً
بالحـبُّ أغْمُـرُهَـا لِـلْـوَصْــلِ أرتَقِــبُ
الـدِّفْءُ يَسْرِي بِشِـريَـاني وَأوْرِدَتِي
والشَّوقُ يَخْفِـقُ في قـلبي وَيَصطَخِبُ
يُـعَـرْبِـدُ الحُـبُّ في قلبِي مُجَاهَـرَةً
وَيَنْزِفُ الوَجـدُ شَوقَـاً نَـزْفُـهُ صَبَــبُ
أنا المُحِـبُّ أُعَانِي يَا نَـوَى كَبِدِي
مِنْ حَرِّ شَـوقٍ غَـدَا في الفلبِ يَلْتَهِبُ
الحُـبّ يَسْكُنُ آمـالِي يُـداعِبُهَــا
والحُبُّ يَقْطُـنُ في صَدرِي وَيَنْتَسِبُ
مَا لِي عَـلَى السُّهْـدِ في لَيْلِي أُعاقِرُهُ
طُـولَ الَّلَيَالِي وَلا فَجــرٌ بِــهِ الأرَبُ
يَـا أنتِ أنتِ الرَّجَـا مَا زِلْـتُ أنشُدُهُ
ألا رَفِـقْــتِ بِحــالِــي إنَـنَـي تَعِــــبُ
طَـالَ المَخَاضُ وَمَـا تبـدُو نِهَـايَـتُهُ
كَـأنَّــهُ الًّصَّخْـرُ بالهَــزَّاتِ يضطَّــرِبُ
لَنْ أكتَفي بِضَمير الغـيْبِ يُنْصِفُنِي
وَلَـنْ أحـيـدَ إلـى أنْ تنْجَلِي الحُجُــبُ
أنــتِ المُـرادُ وَقَلبِي فيـكِ مُرْتَهَـنٌ
أنــتِ الرَّجَـاءُ وَأنْـتِ القَصْدُ والطَّلَبُ