لا فرق بين الجوع والوجع
فقد اصطحبتهما الزمان معي
وألفت نارهما التي تركت
جسمي على طباخة الجزع
طاو وأخشى الليل يدركني
وأنا على ما بي من الهلع
والليل وحش في مخالبه
مافي لباس الجوع من فزع
تمضي السنون وكل أطعمتي
ما خلفته أصابع الطمع
واخاف أني في صباح غدي
أصحو خلاف القوم في ورع
حظي الفتات فتات من سكروا
ليلا وذاقوا لذة الشبع
وأخاف قطع يدي إذا طمعت
فيما يلوك القوم من قطع
عللت نفسي ذات مسغبة
بغد يطل علي بالمتع
وأبيت مثل الأثرياء على
سرر وفي أمن ومتسع
فصحوت لكن لم أجد وطنا
للنور للأشجار والبجع
ورأيت حلمي غير مرتجع
ورأيت ليلي غير منقشع
وتقول لي ولدي : يا أبتي
جعنا وزاد الجوع من وجعي
وهناك مرمى خلف حائطنا
كم فيه من أكل لمنتفع
بالأمس فيه وجدت أرغفة
ولعقت حلوى منه في رقع
ماذا عليك إذا التمست لنا
منه طعاما غير منصدع
فنبيت في ستر وعافية
وكأن هذا الأمر لم يقع
يا طفلتي رفقا بقلب أب
أحرقت مضناه ولم تدعي
إن لم أجد أكلا طبخت لكم
جسدي ولا أرضى لكم بدعي
جربت هذا الأمر من زمن
وجرعت منه ابشع الجرع
ووجدت أن الموت أطيب لي
من طعم أكل غير مبتلع
ما سآءني إن بت طاوية
ويسوؤني في الوحل أن تقعي