بعدما ردَّتِ الســلام اقتضــابا أوســـعتْني ملامــــةً وعتــابا
غبــتَ عــنا بــدون سـبق بيان أو خطــابٍ يوضحُ الأســبابا
كنت أشــكو إليـك قلة وصــل فإذا أنـتَ قــد ألفــتَ الغيــابا
وتماديـــتَ فيـــه حتــى كــأنا لم نكــنْ قبلُ رفقـةً وصــحابا
لا تقـل لي مشاغلي صرفتْني وتُعــددْ عوائــقا .. وصــعابا
إن للشوقِ يا عزيزي جَناحــا يحمــل الصَّــبَّ جَيئة وإيــابا
فإذا ما الفــؤادُ فاض غرامــا جــاز بالمُدنف الوفيِّ السحابا
***
فتأملـــتُ قولَــها .. فــي تَــرَوٍّ وتحيَّــرتُ مــا أقــولُ جــوابا
حاصرتْني فلم تــدع ليَ عــذرا كلُّ عُــذر هيَّــأت آلَ ســـرابا
قلتُ: ما لي من حُجَّةٍ غيــر أنـي لســت من فيض نبلكم مرتابا
اختفــتْ صورتي ولكــنَّ قلبــي – يعلم الله – حاضــرٌ مــا غابا
ها أنا عدتُ فاغفري ليَ بُعــدي وأقِلِّي – إذا ســمحتِ – العتابا
فلقــد جئــتُ خائــبا .. وذليــلا وجريحــا محطــما ومصـابا
إخوتــي دَبَّــتِ العــداوةُ فيــهم أشــعلوا الحـيَّ فتنةً واحترابا
قاتلوا بعضــهم وليــس حكيــمٌ ينفــحُ القــومَ حكمــةً وصـوابا
وإذا ما حكيمــهم رامَ صــلحا أشـــبعوهُ شــتيمةً .. وســــبابا
ومضوا للعدو يرجون منــهُ نُصــرةً أو مشـورةً فاستجــابا
فإذا الشــعبُ تائــهٌ وشــريدٌ والأراضي قد استحالتْ خَرابا
***
بعد أن كنت أمسح الدمع من عيــــنيك أمحــو من قلبـك الأوصابا
جئتك الآن يا حبيبةُ أشكو لــك همًّــا ووحشة واضطرابا
إنها حــال أمتي شــغلتني أتلوميــن إن أطــلتُ الغيــابا؟!