قمـر يطـل علـى الخمائـل شاحبـاً
أم نبض قلبك ذائب يتوجع
لـولا الوشائـج لأرتـديـت قطيـعـةً…
هيهـات والأم الرحيـمـة مـرضـع
حـب الـبـلاد ولـسـت أزعــم أنــه
أسمى المحبة أو أجـازف: منبـع
قـد عـاد أحمـد بعـد طـول فراقهـا
وفـــراق مـكــة لـحـمـةً تـتـقـطـع
لـولا غـلاة القـوم مـا خرجـت بـه
نفـسٌ تجنـح فــي الــوداد وتلـمـعُ
يـا معشـر الأنصـار داووا حبَّـكـم
ومها جري خيـر الديـار وجمعـوا
بركـاتـه هطـلـت وفـــاز نـصـيـره
أمـا الخـذول ففـي المواقـد يخنـعُ
والمسجد الأقصى لـه كبـد تلظ ـى بالـحـنـيـن وبالـتـشـبـث تـســطــعُ
عصـفـت بــه ريــحٌ مــن الـبـغـي الـحــقــو
د وبـالـخـديـعـة والنكارة تـــدفـــع
حفـر اليهـود ليدحضـوك بإفكـهـم
وبكـيـدهـم ويقيـنـهـم يتـضـعـضـع
ظمىء اليهـود الـى الدياجيـر التـي
أمـعـاؤهــم بحمـيـمـهـا تـتـقـطــعُ
يــا قبـلـة الاســلام أولـــى قـبـلـةٍ
فيـهـا الـبـلاء لـكـل قـلـبٍ يخـشـع
وتـدُ بأصـل القـلـب يـذكـي جـمـرةً
تلـد الشـجـون العاتـيـات وتـجـدع
والمسجد الأقصى يكبِّرَ في العلى
فـوق القيـود الواهـيـات فيـصـدع
فــي كــل شـريــان تـأجــج حـبــه
وبـكـل قـافـلـة يـصـيـح ويُـسـمـعُ
حــب الـبـلاد وكــدت أزعــم أنــه
كـــان الـبــذار لـغـرسـةٍ تـتـفــرعُ
أيقظ بها قمر المحبة فـي الدجـى
ليـل الضغينـة عـن قريـب يـفـزع
والياسمـيـن يـبـوح فـيـهـا سـنــة
عـن خيـر صـحـب للمـكـارم تـبـع
يغشى بلاد الشـام جوهـرة الدنـى
ولهـمـة الأكـيـاسِ فـيـهـا مـرتــعُ
فـــي كـــل نـائـيـة لــــه قـيـلـولـة
ولـه الصبـاح المستلـذُ المشرع