قُل للحياةِ بأن تسترِيحَ
فقد ماتَ فِينا فجرُ الظَّفَر
ولم يتبقَّ سِوى التُّرَّهاتِ
و إكليلِ وردٍ وبعضِ صُوَر!
ولم تتمكَّن فلولُ النُّجاة
بأن تُذهِبَ عنَّا فُلولَ ضجَر
فكانَت حياةً بمِلءِ المَمَات
وَ صِرنا طحالبَ قَيدَ الحُفَر!
وَ كُنَّا مُتونًا مِن الأغنيات
و أصداءَ حُبٍ رقيقِ الوَتَر!
وَ كُنَّا صهيلًا من الأمنيات
وَ همسًا من أحاديثِ القمر!
فليتَ المراثيَ قد حملَتني
لوجهٍ بعيدٍ …لِطَيفٍ عَبَر !
لوجهٍ صَبيحٍ، لقلبٍ حنيف
لحبٍ مُريحٍ، و حُلمٍ ،وَ سِر !
فكيفَ أرومُ منكَ اللقاء
وَ وَجهُكَ بالغيابِ اعتفر ؟!
أَ أَلقى حبيبًا طَواهُ الرَّدى ؟
أَ أمسحُ دمعًا كَحُلوِ الدُّرَر!
أَتأتي وَ بينَ يديكَ السلام؟
وَ تمنحُنا مِن أريجِ الزَّهَر ؟!
وَ تُخبِرُنا عن ربيعِ المَمَات
عن الكائناتِ و حُبِّ القَدَر !
أعودُ لِأَشقى بسُؤلي الذي
يُخَضِّبُ قلبي بِلَونِ الكَدَر
وَ أعلمُ أنَّ عيونَك تغفو
بقبرٍ بعيدٍ وَ ما مِن خَبَر!
و أنَّ دياريَ غيرُ الدِّيار
وأنَّ المَنَافيَ لا تستمر !
فحتمًا وَ مهما تستطيلُ الحياة
فلابدَّ أن يستريحَ السَّفَر!
سأبقى لقلبِكَ حِكرًا عليك
وَ تبقى لروحيَ حُبًا أَغَر !
وَ أدعو بأن تُكلِّلَك الرَّحمات
وَ يمسحَ دمعَكَ طُهرُ السُّوَر !
وَ أن نلتقي ببابِ الجِنان
وَ ندخلَها كَطَيفِ السَّحَر !
وَ ننسى عهودَ بؤسٍ قديم
وَ يمحُو اللقاءُ هذا الضرر.
رحِمَ اللهُ أمواتًا لم يُبلِّلهم النسيانُ يومًا