أَبْحَرَ العمرُ وَالأَمانِي رُكودُ
وَنَأَى البَدْرُ وَالقوَافِي شَرُودُ
الثُّرَيَّاتُ للقناديلِ تحكي
وعلى الشَّمْعَدَانِ ذَابَ الجَلِيدُ
كُلَّمَا شَعَّ في الدَّياجيرِ نَجمٌ
أَنَّ في الأرضِ نَازِحٌ وَطَرِيدُ
يَا غَمَامَ الحَنِينِ هَلْ مِنْ رَذَاذٍ
ظَمِئ الزهرُ للنَدَى وَالوُرُودُ
نثرَ الليلُ عِطرَهُ للروابي
وَانْبَرَى بالجمالِ يَزْهُو الوُجُودُ
هل يعيدُ الحَنِينُ ما قد تَوَلَّى
هتفتْ هندُ يا هُدى يا عهودُ
مَا لعينيكِ لا تردُّ جَوَابَا
ضاقَ بالكحلِ وردُها والخدودُ
وَإذا فَاحَ بالحَكَايا عبيرٌ
رَفَّ نَخلُ المُنَى وَمَاسَ الجريدُ
فَسَقَى اللهُ ما مَضَى مِنْ وِدَادٍ
وزمانٍ تُصَانُ فيهِ العُهُودُ
مُذْ تَجَلَّى شُبَاطُ والرَّوْضُ قَفْرٌ
فمتى تُزهِرُ المُنَى والوعودُ
فتعالي نعيدُ همسَ المَرَايَا
عَلَّ آذَارَ باِلأمَانِي يَجُودُ
مثقلٌ بالْقَرِيضِ مازلتُ أمشي
وإلى أرضهِ يَتُوقُ البعيدُ
وإلى أَيْنَ لَسْتُ أَدْرِي وَلَكِنْ
يَفْعَلُ اللهُ يا هُدى مَا يُرِيدُ