ما لي أَرَى الْبَعْضَ حَمْقَى في مَقاصِدِهِمْ
يَحْبُونَ نَحْوَ الَّذي دامَتْ بِهِ الظُّلَمُ
ما لي أَرَى حُبَّهُمْ حُبٌّ لِمَنْ هَدَمُوا
يُرْضُونَ مَنْ نَهْجُهُ غَدْرٌ ولا قَيَمُ
في فِكْرِهِم أَلْفُ مَنْ صارتْ لهُمْ صَنَماً
قَدْ أَعْلَنُوا أَنَّهُمْ كَالْكَلْبِ هُمْ خَدَمُ
فَالنَّحْلُ في بَيْتِهِ فَرْدٌ لَهُ ثَمَرٌ
وَالطَّيرُ في عُشِّهِ شَهْمٌ هُوَ العَلَمُ
فَالْمَرْءُ في عِزَّةٍ قَدْ كانَ مَولِدُهُ
قَدْ عَزَّنا رَبُّنا عِزَّاً بِهِ الْكَرَمُ
لا تَأْسَفَنَّ إِذا ذَلُّوا بِخِدْمَتِهِمْ
مَنْ شابَ في دَنَسٍ لِلشَّتْمِ يَبْتَسِمُ
يا لَيتَهُ لَمْ تَلِدْ أُمٌّ بِهِ أَبَدَاً
عارٌ لِأَحْفادِهِ وَشْمٌ بِوَجْهِهِمُ
هَيهاتَ إِصْلاحُهُمْ وَالْفُحْشُ صاحِبُهُمْ
هَلْ طالَ بُنْيانُ مَنْ في عَقْلِهِ سَقَمُ
ما الْبَيتُ بَيتٌ إِذا الْأَشْباحُ تَسْكُنُهُ
فَالْخَوفُ يَتْبَعُهُ وَالْمَوتُ مُنْتَقِمُ
ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ في إِعْلاءِ ناهِبِنا
مَنْ عُمْرُهُ ضائِعٌ لا يَنْفَعُ النَّدَمُ
يَحْيَا الْحِمارُ أَما قَدْ صانَ سُمْعَتَهُ
ذُو مَبْدَإٍ ثابِتٍ لَيسَتْ لُهُ التُّهَمُ
يا مُقْبِلُونَ خُذُوا مِنْ حُمْقِهِمْ عِبَرَاً
فَالْمَوتُ حَتْمٌ فُكُنْ فَرْداً لَهُ الْقيَمُ
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية