من أولِ الماءِ
حتّى يُقْبَــض المــاءُ
وما بنفســي من الأشْيــاءِ أشْيــاءُ
تسرَّبتْ خلف جرحــي
ألف موجعةٍ
وبي وحــرفي مــن الأوجاعِ أهــواءُ
يــأنّ بي العمــر والدّنيا مسافــرةٌ
نحــوي ودوني جــراحاتٌ وأشــلاءُ
وموطنــي الآن في أقســى الغياب
وهلْ
للأرض روحٌ؟ وهــذي الرّوحُ جوزاءُ
هذا النقيضُ الذي بيني وقافيتــي
يــأوي إلـيَّ…، وبــيْ والحــرف أرْزاءُ
تأتي المعــاني بلا حــبٍّ تعــاتبني
تقــول: قــالتْ:- معاذَ الله- عَفْــرَاءُ
أيّ الدَّواليــب في قلبــي تُخبِّئها؟
يا آخــر اللّــيلِ!
لا تغــريــكَ نجْــلاءُ
أنْفذْ إلى الفجــرِ…
وانأى عن مــواربــةٍ
عهــدي بكَ الآن…
مــا للعهــدِ إرْجاءُ
.
.
.
أخشى السَّــرابَ
وقــدْ أســرجتُ أخيلتــي
وكــوَّةُ العمــرِ في التّرحــالِ سوداءُ
أمضــي ولا شــيءَ
إلَّا الأمــس يسكــننــي
غــريبةٌ بين روحــي الحــاءُ والباءُ
وحكمــةُ الرّاءِ تقضــي بيننا سفــهًا
يا كربةَ الأرضِ!
هـل فـي النَّاسِ أحْياءُ؟
يا طورَ سيناء
ضاعَ الوقتُ بي خورًا
والنَّفــسُ- صبْرًا:
لنــا فــي النَّــارِ أنْبــاءُ
.
.
.
فــراشــةُ العمرِ والنِّيــرانُ تجذبُها
نحــو النّهــايات، والأيّــامُ أعــبــاءُ
ما حيلة الشِّعــرِ والأرجاءُ موحشةٌ
بــي، والبــدايــاتُ أحــلامٌ وإطــراءُ
وغــايةُ الأمــرِ: نفــسٌ حلمُها وطــنٌ
يشدو الأماني وما في الجيبِ إغواءُ
إذ إنَّنــا فـي بــلادٍ شــبــه عاريــةٍ
مــن الحــيــاةِ، بــلادٌ عــيشُــها داءُ
إذ إنَّنــا في بــلادٍ مسَّــها سقــمٌ
أرضٌ من الحــبِّ في أحضــانِها راءُ
مجــرَّدون مــن الماضــي ويتعبنا
أنْ نقضي العمــرَ والأحــلامُ جرداءُ
غــريبةً تجــري الأيّامُ فــي دمِــنا
ودونها عيشُنا، والعيــشُ ضوضاءُ
خطيئةُ الأرضِ نحو الموتِ تأخذنا
هــلْ للخــطــيئــةِ آبــاءٌ وأبـنــاءُ؟
.
.
.
.
آهٍ على الشَّعـرِ كـمْ ذقنـا بهِ وجعًا
حُـزْنًا وعشـقًـا وما طـابـتْ لـنا ياءُ
ضعيــفةٌ أنفـسُ العشّــاقِ يطـربُها
وعــدٌ كــذوبٌ، لإنّ الأرضَ حـــوَّاءُ
كمْ شـاعـــرٍ عاشَ مغلـوبًا، وفـاتنـةٌ:
في اللامبـــالاةِ، لمْ تأبهْ بمـنْ ناءوا
وشوكةُ الحـبِّ في المــيزانِ ظالمةٌ
أقسى من العشقِ أنْ تنفيكَ أســماءُ
بقيعــةٌ من ســرابٍ خابَ قاصدُها
هذا هــو الشّـوقُ، لا تغــريك هيفاءُ
وإن تلــوح لنا في الأُفْــقِ بارقــةٌ
لا تطمــئنَّ لهــا، فــالنَّفــسُ بلــهــاءُ
.
.
.
هذي البلادُ لها في العيشِ معجزةٌ
طقوسُها الحـربُ والأفــراحُ أعداءُ
كــئيــبةٌ كلّــها لا اللّيــل يأســرها
ولا الصَّــباح، لها بالحــزنِ إغــراءُ
.
.
يا ذنبَ قابيل ما أبقيــت لي وطنًا
من أوّلِ العــمرِ… والرَّاياتُ حمــراءُ
يا جرحَ هابيل لا قابيــل ابـن أبــي
حتّى تضيــق بنــا والسّلــم أرجــاءُ
إذ ضاقتْ الأرضُ والأكوانُ ذو سعةٍ
وضــاقَ بالنّاسِ هــذا البــرُّ والمــاءُ
وضقـتُ والحرفُ ذرعًا ملء قافيتي
وضاقَ بالشّعــرِ دون الحــرفِ إملاءُ
يا ذنــب قــابيلِ والأيّام قــدْ أزفــتْ
نحــو النَّهــاياتِ، هــلْ للأمــرِ
إنهــاءُ؟
جهاد العبادي