إن لم يَكنْ قَلبُكِ بَعدُ عَسيّا
ولستُ بين ضفَّتيه مَنسيا
هلاَّ حاولتِ مَعَهُ لو قليلا
وتَدفعيهِ في غَسَقِ العَشيا
أن يَهجُرَ عَبَقَ ذاكَ الصدرِ
قبل أن يُمسي ذابلا غَشيا
أصابَتهُ بلوةُ عِشقِ شاعرٍ
وبالتَّهاتُفِ لم يَعُدْ كَفيا
لو أمكنَ ذُودي عليه رَمقا
ليبعثَ فيه الشَّجَنَ البَقيا
يَعيشُ الوهنَ وعَصفُ أرياحٍ
أبقَته هَزيلا بالوحدةِ عَريّا
هو من أصدقَ وقالَ مَيلَهُ
والعِشقُ للوالهِ ليس بَغيَّا
رُدِّي إليه روحا غبراءُ حُبٍ
عاشها يَبقى دونَها بَربريا
أيتُها الغانِمةُ شُرودَ الفِكرِ
باتَ أمرُ الدُّنى علينا جَريا
من كَتمَ عِنْداً ما أَشعَرَ به
هــامَ حزينـا وقبَعَ منفيا