يسحبُ الليلُ أنفاسَهُ من جدائل حوريّة الجنِّ
والصمْتُ أنثى تكفْكفُ دمعتَها لحظةَ الإغتصابْ.
ولا ضوءَ غير الذي هرّب البدرُ
أو شيّعتْه عيونُ الحبيبةِ عند الغيابْ.
وما زلتُ أمشي على وهَنٍ فوق رملِ الصحاري
وكم للصحارى إذا أطْبقَ الليلُ من وحْشةٍ واكتئابْ.
يسامرُني الشعر،
أدعو إليَّ َالندامى..
يجيءُ المنخّلُ وابن ذريحٍ
ودوقلةُ المنبجيُّ ومجنونُ ليلى
تمنّيتُ لو أنني مثلكمْ أيّها السادةُ العاشقونْ.
أموتُ بذنْب الهوى ، أو أصابُ ببعض الجنونْ.
وفي الحالتين أصيرُ بعُرْف الغرام قتيلا
فينقلُ عنّي الرواةُ
ويكتبُ عني المحبّون والمُلهمونْ.
ويدنو إليّ امرؤُ القيسِ
ما زال يحملُ سيْفاً ويركبُ خيْلا
وفي الشعر ما زال يختالُ كالمُهْرِ بين القوافي:
(أفاطمَ مهْلا…)
أفاطمَ لا مهْلاً ولا شفّني الـهَـوى
ولاعشْـتُ أشـكـو مـن حبيبٍ مدلّلِ
ولا همْتُ فـي الخصْر الرفيع وقدّهِ
ولا ذُبْتُ في الطرْف الوسيعِ المكحّلِ
ولا شاقني وصْلٌ ولا هدّني النوى
ولا صـوّبتْ لـيْ الغيدُ سـهْماً بمقْتلِ
ولــكــنّ أحْــوالَ الـبــلادِ مــريْــرةٌ
أمَـرُّ عـلـى الأحْـرارِ مـن طعْم حنْظلِ
درعا – سوريا
خاص بصحيفة آفاق حرة