مَرحَباً مَرحَباً وأهلاً وسَهْلَا
آيةً جِئتَنَا علَى الأَرضِ تُتلىٰ
جِئتَ حقاً ورحمةً جِئتَ هَدياً
جِئتَ خيراً ونِعمةً جِئتَ فضلَا
جِئتَ نوراً على البَسيطةِ تَمشي
وهيَ لا تستطيعُ للظـلمِ حَمْلَا
البِطاحُ التي قَطعتَ مَداهَا
أعشبت مِن خُطاكَ ورداً وفُلّا
مُنذُ “عيسى” حتَى وطَأتَ ثرَاهَا
وهي ياسيدي بمُهجةِ ثكلىٰ
ثُم لمَّا صَدَعتَ بالحقِ صَارتْ
مثل أُمٍّ بطفلِها البِكرِ جَذلَىٰ
وعليها مِن الضَلالاتِ وِزرٌ
فمَحوتَ الضَلالَ معنىً وشكلَا
وأزلتَ الأوثانَ والشِركَ حتى
عزَّ مَن آزروكَ والكفرُ ذلاَّ
مُلكُ” كسرى “كسرتَهُ حينَ عَادى
و” قريشٌ” جَعلتَها تكسرُ اللا..
“وهِرقلٌ “أريتهُ دُون خوفٍ
” ذا الفقارِ ” الذي عَلى البغيِّ سُلَّا
وتلوتَ الآياتِ للناسِ حَتى
لم تدعْ في البَلاغِ شَيخَاً وطِفلا
يالذَاكَ الجلالِ والعزِّ لمَّا
قُمتَ يومَ انتصرتَ تغمدُ نصلَا !!
لتُريهم كيف السماحةُ تُؤتىٰ
مِن كريمٍ يرىٰ العداوةَ جهلَا
فمشى خلفكَ الجميعُ هُداةً
يملؤونَ الآفـاقَ حَقـاً وعـَدلَا
والسماواتُ زُرتَها فـي بُراقٍ
وهي مِن نورِك الذي شعَّ خجلىٰ
والنّبيّون عندَ مسراكَ قاموا
في صفوفٍ كأنَّ بَدراً تجلّىٰ
أو كأنّّ الضُحى أطلَّ عَليهم
يَا حَبيبي ومَن سِواكَ أطلا َّ؟!
فأقمتَ الصلاةَ فيهم إمَاماً
ولقَد كُنـتَ بالإمـامةِ أهـلَا
وصعدتَ السَّماءَ تَعلو وتَعلو
فـي معَارِيجِها وربُـك أعلَىٰ
ولقد كُنتَ مُـذ بُعثتَ نبياً
خيرَ هادٍ وخيرَ مَن لمّ شمْلَا
حُزتَ حِلماً تواضعاً حُزتَ ليناً
حُزتَ عَطفاً سمَاحةً حُزتَ نُبلَا
حُزتَ كُلَّ الأخلاقِ قولاً وفِعلاً
فنمَت مِن يديكَ فرعَاً وأصْلَا
التُقى في العبادِ معيارُ فضلٍ
ومِن الجِلدِ عِشتَ تخصفُ نعلَا
ولِمَن جاءَ يبتغي مِنكَ هدياً
يرتجي فيهِ فـوزَهُ لم تقُـلْ لا
مُذ بسطت اليدَ التي أنقذتنَا
مِن جحيمِ الضَلالِ عَقلاً ونَقلَا
الأيَادي بِالبذلِ مِن يَوم فَاضت
مااستطاعَت يَدٌ تُجاريكَ بَذلا
كُنتَ بَحراً يَاسيدي كُنتَ نَهراً
حِينَ جفَّ الجميعُ شُحاً وبُخلَا
جِئتَ للعالمينَ غيثاً فَصَارت
بَعدَكَ الأرضُ بِالفَضَائلِ حَقلَا
لَمْ ترَ مِثلَكَ الخليقةُ غيثاً
فاضَ بِالمَكرُمَاتِ بَعدَاً وَقَبلَا
ياطبيبَ القلوبِ إنّ بريقي
مُكفهِرٌّ وغيمةُ الحُزنِ حُبلىٰ
ودُروبي إلى النجاةِ دروبٌ
شائكاتٌ وخُطوةُ العُمرِ عجلَىٰ
كيف أنجو وغُربتي تقتَفيني
وخَيولِي على المَفَازاتِ وجلَىٰ؟!
والمـنَايا أنيابُـها بـارزاتٌ
والأماني مِن واقعِ الحالِ كَسلىٰ!!
يا مَلاذي يومَ الزحامِ وكَهفي
كُن شفيعي حَاشَاكَ ترفضُ سُؤلَا
مَن لعبدٍ مشى عَلى النهجِ يهوَى
سيرةً سِرتَها على الأرضِ مُثلىٰ
يَا حبيبي وغَايتي ومُرادي
أظهرَ الشوقُ مَا كتَمتُ وأجلى
هتَكَ العَاصفُ الشَديدُ شِراعِي
وجَلِيدي مِنَ الدمُوعِ اضْمحَلّا
وهَجيرُ الحَنينِ يَلفحُ صَدري
وخليلي قبلَ الوصُولِ تخَـلّا
فَارغٌ مِنْ سِواكَ قلبي فَهبْني
يوم تُبلى القلوبُ منكَ مَحَلَّا
يا أجَلَّ الورى مَقاماً وقدراً
أرهقتني الحياةُ طَرقاً وصَقلا
القَريبـونَ كَالبَعيدينَ مِـنِّي
وَمِنَ الكُلِّ خَافقي الصبُّ مَلّا
غَير أني وفي دَمي حرُّ شَوقٍ
أجعلُ الشعرَ إنْ مَدحتُك ظِلّا
يعجزُ المادحون بالمدحِ يامَن
إن ذكرناهُ مَالكُ المُلكِ صَلىٰ.؛
ليتَني ليتَني استَطَعتُ جِواراً
كانَ طعمُ الحياةِ أحلىٰ وأحلىٰ
لَهف نَفسي عَلى ثَرى لَحدِ قَبرٍ
حَولهُ تنبتُ الكَرامَاتُ نخلَا
وإلـيهِ الأنامُ مِن كُلِّ فـجٍّ
يَركَبُونَ الصِعَابَ يَرجَوهُ وصلَا
يفقدُ المرءُ نفسَهُ حينَ يَغدو
غير واعٍ بِمَن هَدى أو أضلّا
وإذا ضيّعَ الدليلَ غريبٌ
سارَ للمُشتَهى يُجدّفُ وَحلَا
ربِّ هبني جَوارحِاً ولسِاناً
ذاكراتٍ وهبْ يَدِي مِنكَ حَبلَا
إنَّ حَملي مِن الذُنوبِ ثَقيلٌ
وذنوبي يَاخَالقي ليسَ تبلىٰ
لستُ أخشَى وقَدْ سَفحتُ دُمُوعي
أكثرَ العتبَ لائمي أمْ أقلَّا ؟!
إن خيرَ العِبادِ عبدٌ مُنيبٌ
غفرَ اللهُ ذنبَهُ حينَ زلّا
وتولاهُ حِينَ وافاهُ يبكي
ربُهُ ذو الجَلالِ فيمَن تولَىٰ
يابِساطَ الهوى “لأحمدَ “طِرْ بي
طيرُ صدري بجَمرةِ الوجدِ يُصلىٰ
واسقني مِن رحيقِ معناهُ كأساً
ذات كَرْمٍ أهـيمُ روحَاً وعَقلَا
وعلى الروضةِ الشريفةِ طُفْ بي
أَروِي سِفْرَ الحُضورِ فصلاً ففَصلَا
ثُـمَّ قُل لي: هُنا حَبـيـبُكَ يامـَن
كُنتَ نِصفاً فَصِرتَ بالقُربِ كُلّا
إن دمعَ العيونِ رِحلِي وزَادي
وهُمومِي بِمَدحِ” أحمدَ” تُجلىٰ
ربِّ سلِّم عليهِ ما لاحَ بَـرقٌ
في سحابٍ وما هِـلالٌ أهـلَّا
ياإلـهي وزِد علـيهِ صَـلاةً
ما شدَا طائـرٌ وغُصنٌ تدلّىٰ