شيءٌ أقضّ مضاجع الأعماقِ
ينسابُ بين دمي ومن آماقي
ليلٌ من الصمت الوَجوم يلفُّني
وحُشَاشَةً ذابت من الإشفاقِ
وإذا ألمّ بعاشقَينِ تفرُّقٌ
فعلىٰ القلوب مآتم الأشواقِ
أخذ الزمانُ من الغرام زكاتَهُ
سقمَ الجسوم ولوعةَ العشاقِ
وإذا تنفست الصدور مدامعاً
كانت جنايتها على الأحداقِ
من مبلغ الرائين أنَّ ملامحي
بهدوئها تخفي لظىٰ أحراقِ
وبأنَّ أشلائي برغم تجلُّدي
تذوي سقوطا في خريف فراقِ
وبأن قلبي… آه من قلبي على
قلبي… وما أدراك ما خفّاقي!
لا يستطيع الحرفُ أن يصف الأسى
والحبرُ أن يبكي علىٰ الأوراقِ
والذكريات قطوفُها دقاتُهُ
يُسقىٰ بكأسٍ في العذاب دِهَاقِ
واهاً لهذا البَيــــــنِ كيف أصابَهُ
بعد الغِنىٰ بخصاصَةِ الإملاقِ
وأحالَ أبيات النسيبِ مراثياً
وجِناسَ قلبينا بديعَ طِباقِ
إن لم تكن حظي فحسبي أنَّهُ
حُكمُ الحكيم وقسمةُ الرزَّاقِ