ذَبُلَتْ زهورُ فُتوَّتي وشبابي
وأنا هنا أُشْوىٰ بجمرِ غيابي
وتُذيبُني الأشواقُ كُلَّ عَشيةٍ
والحزنُ ثوبي والسهادُ رِكابي
صليتُ والآهاتُ خلفَ مدامعي
يومَ الوداعِ وحَيرتي محرابي
أتذكرُ الأحبابَ كُلَّ دقيقةٍ
والذكرياتُ شقيقةُ الأحبابِ
وكأنَّ ليليَ من جهنمَ قطعةٌ
وبهِ جحيمٌ شَبَّ سوطَ عذابي
ويلٌ يصبُّ حميمَهُ متوهجاً
فوقي يُذوِّبُ حَرُّهُ أعصابي
أرجو المماتَ لأستريحَ من العنا
وأرى الرجاءَ يُكَرِّسُ استجوابي
ويقول لي: مهلا عسى درب الهوى
يأتي إليك بثوبه العنابي
فأغيب عن وعيي وأرجع قائلاً:
يا ليتني ما اخترتُ وجهَ غيابي