هنا كأس شاي بشيبة[1] يشيب لها الولدانُ
أما هناك فكأس خمر يداعبها الولهانُ
أين أنتم يا من تسير بذكركم الركبانُ
لا نرى لكم أثرا تفطر لأجلكم الوجدانُ
أجلستم لخمر أم بدير تُبارِكُكُمْ رهبان
يسارا تأبطتم شرارا ويمينا تحضنكم صُلبانُ
لم يعد الشرق شرقا ولا الغرب غربا
ثملتم.. خَسِئتُم ومُسِختم جميعا غربانُ
رأس عام.. رأس غول استيقظ لهوله الصبيانُ
رأس عام.. مَسْخُ عام.. ارتاح لطلعته العُميانُ
دخان.. ضجيج..عويل يأنس لقَرِّه السهرانُ
تبا.. بعدا لهم بؤسا لهم أهكذا يفرح الإنسانُ؟ !
أباستنفار أمن وحلوى شاهقات يرتص لنا البنيان
أرأيتم أمير المؤمنين أقام حفلا حتى تحجوا
إلى الغرب عبيدا يعلو محياها الإذعانُ
أين جِباها ..أين عبيدا باركها الرحمانُ
أين مجدا.. أين عزا.. أين شعبا كتابه القرآنُ؟ !
[1] – الشيبة (Artemisia absinthium)او الشهيبة نبات ريحاني يضعها المغاربة مع الشاي.