(إلى رافع العاصي)
ما زلت أهفو للبعيد،
وما تعبت من الترحل، ساقني قدري ،
وضيعني الدليل.
في الحلم تأخذني خطاي إلى الوراء ،
فألتقي بالراحلين ، وبالذين ألفتهم زمنا ،
وعادوا في مفكرة الليالي حاضرين وغائبين
كأنهم وزن القصيدة
حين يكتبها الرحيل.
*** *** ***ا
سترافق العينان ذاكرتي…
وللطرقات أن تختار رائحة الحنين
إلى التلال…على التلال طفولتي تنمو
كما العشب الربيعي المبشر بالحياة،
هناك أسمع في المدى صوتا…
تردده الحقول.
*** *** ***ا
وطن نراه كما يرانا شاهدين على كلينا ،
قاب قلبين التقينا عند حد النهر ،
والأمواج تنهر بعضها نحو الضفاف،
فتلثم البر القريب وتستقيل.
بغرامنا الصبوي نفتتح الأزقة ،
والتراب يوثق القدمين حافيتين داميتين ،
في (الباقورة) اليقظى على أمل…
ترتب منه حاضرها، وقد ترضي به غدها…
إذا نهضت تداعى المستحيل.
*** *** ***ا
رجع بعيد عادني كالحلم…
كان الصوت يوغل في دمي…
وأنا على سرج الرياح مسابق حلمي..
فاحمله كما يبدو به الزمن الجميل.