آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الندى والطيور والأنسام
والشذى والنشيد والإلهام
والرؤى الحالمات أنت ومسك
طاب منه قبل الختام الختام
كم قصدنا حماك نطلب رفدا
في زمان قد عز فيه الكرام
ولكم نشتكي فتهمس سرا
“ثم يأتي من بعد ذلك عام”
وأتينا فلا زبيد زبيد
لا ولا هذه الخيام الخيام
جفت المعصرات إلا جهاما
حين تمضي تنوب عنها جهام
غيض نبع قد كان ري العطاشى
حينما قيل غادر الرسام
ووقفنا مثل الصلاة صفوفا
في صلاة قد غاب عنها الإمام
يا أبا الشعر هل اتاك حديث
عن جراح في الصدر لا تلتام
هاجمت عشك الزنابير ليلا
والنواطير هجع ونيام
وصحونا وليس ثم غناء
والحمام التي تحوم الحمام
حين مرت ولى الصباح حزينا
ودهى البلدة الرؤوم الظلام
وطوى الشعر دفتيه يؤوسا
فقوافيه حسرة وضرام
أين تلك الأيام أين الاغاني
مزهرات وللنفوس انسجام
حين كنا نغدو إليك خماصا
وبكفيك للخماص الطعام
ننهل الشعر والفنون ونشدو
وفم الدهر ضاحك بسام
وتغني زبيد في حضرة الحب
غراما وترقص الأنغام
يا زبيد السلام هاك شعورا
ملء أجوائه الهدى والسلام
إن يغب عن حماك ليث شراه
نهض الشبل واستهم الهمام
انت أم الحياة مذ قال ربي
كن فكان الوادي الذي لا يضام
وإذا كل رملة فيك هدي
قدسي وكل دار مقام
لم يشب تربك الطهور برجس
لا ولا مس جانبيك أثام
والذي ترتضين فهو حلال
والذي ترفضين فهو الحرام
أسلم الناس فيك لله وجها
قبل قول الأنام ما الاسلام ؟
فعليك الصلاة ملء فؤاد
بك يهذي بما هذى المستهام
وعليك السلام من كل صب
فيك يرضيه أن يطول الملام
