زفـْـرةُ الحِـرْمَـــان/جهاد الكريمي(اليمن)

يقولُ كَسِيْــرٌ في لُغاتِ المَدامِعِ:
تَلَظَّتْ جهاتيْ واسْتَحَرَّت مَرَابِعِيْ
لِفَرْطِ مَراراتِيْ قد اخْلوْلَقَ الهوى
كما يخْلِــقُ السُّجَّـــــادَ طُــوْلُ المَنــافعِ
يُرافِقُنِي الحِـرْمَـانُ شرقًــا ومَغـربًا
إلى أنْ غدا الحِـرْمَـانُ نجميْ وطالِعي
وما قُمْتُ إلا نـــــــام أُنْســــي وسَلْوتي
وما نمْتُ إلا واستفـــــاقتْ مَــــواجعي
طُمُوْحِي الذي ربّيْــــتُهُ صــــار شيـبةً
وشاختْ مُيُوْلَاتِيْ، وماتتْ دوافعي
بأرضٍ إذا مجْـــدًا تَرَقَّى فَتِيُّها
تُحطِّمُ مَرْقاهُ بِشَتَّى المَقــــامــــعِ
وتُعليْ وَضِيْعًا جاهِلًا حَظّهُ الغِنى
وتُخْفضُ أقــــــدارَ النّجــــوم اللّوامـعِ
**
فقُلْتُ لهُ والروحُ تَدْمى مَرارةً:
أطِبْتَ مقامًا في بِطـــــاحِ الخوانعِ!
أترْضَـعُ في حِجْرِ المَــــذَلّةِ نُهْمةً
وأنت أبِيُّ النَّفْــــسِ سامِي المَراضعِ؟!
فقـال: رُوَيْدًا يا أخا اللَّومِ إنَّما
يُذِيبُ الفتى الإقتــــارُ ذَوْبَ الموائعِ
رأيتُ البَـــلايا تصْطفي كُلَّ مــــاجدٍ
وسيـــــفَ الرّدى يهــوى كِرامَ المَنـــابعِ
وتقْتاتُ من أرواحهم ثَوْرَةُ الأسى
وتطْويـهمُ الآفـــــاتُ طَيَّ الرَّقــــائعِ
وتبعُدُ عن ذي اللُّؤم دوّامةُ البَــــلا
وينْعمُ بالدُّنيـــــــا خبيــــثُ الطّبـــــائعِ
وسهمُ المنايا إنْ دهى المَرْءَ لمْ يَذَرْ
لهُ مَنْزلًا إلا جَمِيْــــــلَ الصّنــــــــائـعِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!