من سدرة المنتهى للحزن والقلق
هذا الذي لست أدريه من الرهق
شربت منه كؤوس الهم ساخنة
فالروح في رهق والجسم في ارق
وكم نزفت دموعا مرة ودما
حتى تناسى جبيني شدة العرق
أنا الجريح وهذا الوحل يركض بي
والليل حولي مضروب على طرقي
وقد فقدت دليلي في الطريق فما
قولي لنفسي : إذا رمت العلا انطلقي
وأين.مسعى انطلاقي في مدى نفق
كشهقة الموت موصول الى نفق
ما عاد لي هدف أسعى إليه ولا
بر يلوح فما خوفي من الغرق
هذا كياني خيال حين تبصره
فدعك مني فما في الجسم من رمق
والقلب حقل هشيم مسه لهب
وكلما قلت أنجو صاح بي احترق
إني لأرقب نعيي غير مكترث
وما بقاء امرئ يحيا على قلق
كم بت انسج آلاما و يخرقها
دهري واعيت يدي مصفوفة الخرق
واظلمت في طريقي كل بارقة
وبت استشعر الأهوال في أفقي
وكم تمنيت أني لم أكن بشرا
وأن آخر طوري مضغة العلق
إني احتملت هموما عل أهونها
لو مس منكب طود خر من صعق
يا موت جئ فجأة أو جئ على مهل
فإنني في انتظار غير منغلق
وجئ رصاصا وجئ إن شئت قنبلة
تذرو كياني أو سيفا على عنقي
تقول امي ماذا اليأس يا ولدي ؟
إن خانك الناس ثق بي يا بني ثق
مسكينة هي أمي لا تعي هممي
ولا ترى ما لهذا الدهر من نزق
ولا تراني سوى طفل على كبري
وقد عدوت كبار القوم من حذقي
وضقت بالدهر حتى لا أرى سعة
فيه تفي بطموحاتي ومنطلقي
وليس في الناس يا امي أخو ثقة
وليس في الخلق من يرقى إلى خلقي
فتاك من فلتات الدهر في زمن
أخنى عليه وأعلى راية الحمق