أَثَـرْتِ الحنـينَ لـذاكَ الـزُّقــاقْ بِـحَــرْفٍ شَــذِيٍّ، رقــيــقٍ، وراقْ
وشـوقاً لِِـمَـنْ فيـهِ من طيِّبيـنَ يَـعِــزُّ عـلـى النَّفْسِ عنهـم فِـراقْ
قُـلوبُـهُــمُ مِـثْــلُ أسـمـائِـهــمْ مُـــنَــــوَّرةٌ، دافِـــئــــاتٌ، رِقـــاقْ
سـنـاؤهُـمُ في العيـونِ مقيـمٌ ونِسْـريـنُـهُـم فـي فـــؤاديَ بــاقْ
وذا يــاسَــمِـيـنُـهُـــمُ بَـيْـنَــــهُ وبيني مَـدى العُمْـرِ أزكى وِثـاقْ
يُرافِـقُني حيثُ كنتُ، ويَحْنــو إذا ثـارَ شـوقي، بأشهى عِنـاقْ
زُقـاقٌ حميمُ الجِدارَيْنِ، رَحْبٌ كـريمُ المدارَيْنِ، ضافي النِّطـاقْ
حِـجَـارتُـــهُ كُـتُــبُ السَّـابِقينَ تَـقُــومُ علـى جـانِـبَـيْــهِ، طِـبــاقْ
فتَأْسى إذا غابَ عنها حبيبٌ وتَـفْـــرَحُ حِـيْـــنَ يـكُـــونُ تَـــلاقْ
وَعَـيْـتُ عَـلَـيْـهِ مـع الـدِّيـكِ لمَّـا صَـحــا لِـلأذانِ، وقـلـبـي أفــاقْ
توضَّأتُ بالحُـبِّ، ثمَّ اسْتَقَمْتُ فكـانَ انْـبِـعـاثٌ، وكـان انْـبِـثـاقْ
وقد كان طيفُ الحبيبِ إماماً وكانـتْ طُـيُــوفُ الـجُــدودِ رفــاقْ
لِـَهَـوْتُ، شَـدَوْتُ على جانبَيْــهِ أروُحُ وأغْــدو، وخَطْـوي انْطِـلاقْ
أُحـاكــي تَـقَــافُــــزَ دُورِيِّــــهِ وروحــي تَـهــادى كمِثْــلَ بُـــراقْ
وأرْوَتْ خَوابِـيــهِ قلبــي بخَمْرٍ تَـقَـاصَــرُ عنهـا الدِّنــانِ العِتـاقْ
وقُـمْـتُ علـى بَـيْــــدَرٍ قُـرْبَـــهُ أَدُورُ كما الظَّبْيُ يخشى اللَّحاقْ
كَـبُـرْتُ، رحلْـتُ بَـعـيــداً، ولمَّـا يَــزَلْ بَـيْـنَـنــا مَــوْعِـــدٌ واتِّـفــاقْ
ولـمَّــا يَــزَلْ خُــبْـــزُ تَـنُّـــورِهِ بِـعَـيْـنـي بُــدُوراً بِـغَـيْــرِ مُـحــاقْ
وقـد شِِبْــتُ، لـكـنَّـنـي كـلَّـمـا أتَـيْـتُ قُـمَـيْــمَ، قَـصَـدتُ الزُّقـاقْ
لأرجِــعَ طِـفْــلاً أُلـمْـلِــمُ فـيـهِ فُـتـاتَ السِّنينِ الشَّهِـيَّ الـمَـذاقْ
فـإنِّـي حبيسُ هـواهُ الـنَّـقِـيِّ وصافي الهوى ليس منهُ انْعِتـاقْ