سأحكي لكم موقفاً مرَّ بي
قديماً ولا زلت فيها صبي
وجاءت فتاةٌ إلى حيِّنا
وحلَّت لدى المفرق الجانبي
وكنتُ امرءاً مولعاً بالجمال
وكانت من الحسنِ تسبي سبي
وكان التنافس بين الشبابِ
شديداً على البنتِ في المطلبِ
وكانوا شياطين في عينها
وفي عينها كنت وحدي نبي
وقد راسلتني تريد الوصالَ
فلم أترددْ ولم أرهبِ
فواعدتها شرق مبنىً قديمٍ
وقلتُ : تعالي مع المغربِ
فقالت : سأحضر قبل الغروبِ
وفي وسطِ الزرعِ قد أختبي
تنحنحْ إذا جئت ، تلك العلامة
بيني وبينك لاتندبِ
وتمَّ اللقاءُ على ما اتفقنا
وفي الزرع قابلتها محتبي
لقاء بظبي على خَلْوةٍ
فيا للقاء ! ويا للظبي !
وضعتُ يديَّ على كتفيها
فقالت : فداءك يا صاحبي
أنا لك فافعل معي ماتريدُ
ودعك الحياء وخذ ما ( تبي )
فعانقتها وأطلت العناق
وأرشفُ من ثغرها الأشنبِ
سكرتُ وأحسستُ ضرباً بظهري
وأيقظني من منامي أبي
**