سالفُ الشوقِ في عيونِ الندامى
هيّج الوجْدَ في دمي فاسْـتهامـا
وتَـمَـشّـى علـى الـسـحـابـةِ بـدْرٌ
يُـضْمرُ الحسْنَ رقّةً واحْتِشامـا
قلتُ: يـا بـدْرُ لا تخَلْني شـغُـوفـاً
بــضيـاءٍ مــن الـبعيدِ تَـسـامـى
فـحَـبـيـبـي تـغـارُ مـنْـهُ شـمـوسٌ
مُسْـفِـرَاتٌ متى أمـاطَ الـلـثـامـا
زادَهُ الـدعــجُ فـي العـيـونِ دلال
وسَـقى الورْدُ خـدّهُ والخزامـى
وأنا الـشـاعـرُ المُـضـمّـخُ عِشْـقاً
بَعْضُ ذنْبي أنْ اشتعلْتُ هـياما
ولقدْ صُـمْتُ عـن جمـيع الخطايا
وعن العشْقِ لا أُطيقُ الصياما
بـعْـض ذنـبـي أن ابـتُـلـيـتُ بأنّي
مــن بــلادٍ تـــريــدنـا أرْقــاما
تُـطْفئُ القلْبَ إنْ تــوهّـجَ شِـعْــراً
فـيُــواري بـنـبْـضـهِ الإلْـهـامـا
وبـلاد كـم فــرّخـت مـن طـغــاةٍ
وعـبـيـدٍ تــمــلّــقــوا الحـكّـامـا
لعــقــوا الـذلّ والهــوان قـعــوداً
ويـصـلّــون لـلـطـغــاةِ قــيـامـا
لسـتُ أرجـو من الحـيـاةِ غِـناهـا
غايةُ السّـعدِ أن نعيشَ كــرامـا
فاكْــسرِ العـتْمَ يا قُـميـرُ ودعْـني
أزرع الليـلَ والـمَـدى أحْـلامـا
الشاعر / جمال سعدالدين
درعا – سورية