أجفنٌ ذاب أم عينٌ تبكَّى
هما سيّان في قلبٍ تزكَّى
فمن بلل الظنون غريق رمش
أناخ الطهر حتى صار شكّا
وخوف الكحل في الخدين سعيٌ
أطال المكثَ حتى نال حكّا
جرار الصمت تسكبها بعين
لها في البوح إبحارٌ ومبكا
تقلبها الجفون ورأس رمش
وماء النوم لن تشقيه دعكا
عبوسٌ ملء أوردة الأماني
ونايات المولَّه ما أتتكا
يهدهده الغرام ورفق موجٍ
أطال الجزر حتى أضرمتكا
أما كنت انصهار الخوف فيها
وبركان الشرود إذا دعتكا
أما استعذبتها شوقاً عميقاً
على سفح المشاعر فابتلتكا
وقد كنت الشفيف بلا انكسار
إذا ما الشمس أمت فيك نسكا
تخاطبك الأشعة حين تمضي
وتترك فيك ما عانيت تركا
فتروي غيب خلستها خيوطا
وتسلب منك ما ترويه عنكا
تغلّق خمسها شوقاً وتطوي
ذراع الود ذا عتبٍ فصكا
فما عادت تحاكي الشوق عطفا
إذا سبكت سوار الهجر سبكا
تقلّم شوقها إن طال حتى
إذا ما قل زاد الشرك شركا
وتبعد ذات شكواها وتدنو
على قلقٍ تفك الصمت فكا
فتشكو حملها للموج حلما
وترمي في مرافي القلب شَركا
يداعبها بتجديف المعاني
وترسو في رؤاه قبيل تحكى
دعتك لتشتكي غرق الليالي
إذا ما بلها وازداد هتكا
تنوح ودهشةٌ تنمو وتربو
بأكنافٍ لها مذ آلمتكا
دعوت وليلك الكهل احتواها
على جذع الأنين وقال دعكا
فما برحتك معذرةً وترسو
ببحى الحب ظمآى فاستقتكا
فطافت في جنانك إذ تمني
سديم الكحل حين استأمنتكا
الأ يا صمت أبحر إن صوتا
بأركان الحنين رآك فلكا
كأنك سور عفتها ومرفى
وبرج حنينها في سور عكا
بناها العشق من عطر الأماني
على انفاس فاتنةٍ سبتكا
يغازلها النسيم على ضفافٍ
لها والسور مكسوفاً تركّا
أمالَ شعوره لشمال غربٍ
ودمع الريح بلّ الأرض مسكا
سقاها النور من أنفاس شعبٍ
يخيط الموت في الأرجاء ضحكا
على مسرى اليقين بفجر حقٍ
قدوم براقه من بطن مكا
دعاه النور، كبّر ثم صلى
إماماً أشعل المحراب نسكا
فكيف يهون مقدسنا وتصحو
ضمائر ضعفنا والعيش أنكى
فضاءً بات مذ أرخى نجوماً
على أرقٍ يدكُّ الفجر دكَّا
تُزاحمُهُ المطارق حين تهوي
وجهلُ الطرقِ زاد العيش ضنكا
إذا عبثت نجوم الجهل يوما
بفوضى الروح فاستعذتك شبكا
فرتل صحوة الأحلام واسعى
على مهل التجافي ان سلتكا
وما نيل المحاجر ذات دمعٍ
سوى جسّ الذهول فزاد فتْكا