آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
سـنعيشُ رُغْــمَ مَـكَـــــائــدِ الأعــــــــداءِ
وَحَــمَــــاقــــةِ الأنــــــذالِ والعُـــمَـــــــلاءِ
سنعيشُ رُغمَ العَسْفِ والقصْفِ والأذى
مثــلَ النّخـيـــــلِ بـحـــــــومـةِ الأنـــــواءِ
مـهـمــا تـمـــادى الظّــالـمـــونَ بِظــلمِـهمْ
وطـــغَــوا على الضُّــــعفـــاءِ والبُــؤســــاءِ
وسطـَوا على قُـوتِ الجِـيـاعِ لِيُفســــدوا
طـعــمَ الحــيـاةِ وروعـــــــة الأشـــــيـــاءِ
مـهـمــا تـألَّــمْـنـــا وكـابــدْنـا الـــطَّـــــوَى
والــطّـيـنُ صــارَ لــنـا مــحــــلَّ الــمَـــــاءِ
مـهمـا عُــريْـنـا وارتــديْـنــــا حُــــزْنَــنــا
بــدلاً مـــن الأثــــــوابِ يــا رُفَـقَـــــائــي!
مـهـمـا تـغــرَّبْـنـا وذُقْـــنـا فـي النَّـــــــوى
قــهــــراً كــــــــؤُوسَ الـــــهـــــــمِّ والأدواءِ
مـهـمـا سُــلِـبْـنـا واغْـتُـصِــبْــنـا حــقَّـــنـا
ونُـفِيْـنـا فـي الأقــطـــــــارِ كـالــغُــــرَبـاءِ
مـهـمـا تـعـذَّبْـنــا وعـــــــــزَّ مـصـيــــــرُنــا
والـنُّــــورُ أصــبـحَ ظُــلــمــــــةً لِلـــرَّائـي
والأرضُ ضــــاقـــتْ والــدُّروبُ تـفــرَّقـتْ…
والمـــوتُ لمْ يــبــــرحْ على الأرجـــــاءِ
سـنعـيشُ رُغْــــمَ الـيــأسِ بمُنـانـا الــتي
لا تـفـنــى مـهـمـا جـــارَ لــيـــلُ الـــــــدَّاءِ
مـا زالَ فـي الرَّوضِ الـجمـيــــلِ بــَلابــلٌ
تـشـــدُو بلـحــــنٍ ساحــــرِ الأصــــــــــداءِ
مــا زالَ فـــي الآفــــاقِ بــــدرٌ رائــــــــــعٌ
يـكـسُـــو الـوجـــــودَ بحُــــــلَّةٍ بيضــــــاءِ
مـا زالَ فـي الأعـمـــاقِ روحٌ حـــــــالـــمٌ
بالفجـــرِ بالـفـجــــرِ الجـــديــدِ النَّـائي
إنَّـا خُــلِـقْـنا كالنَّـسـائـمِ في الضُّـحــــى
طُـلَـقَــاء كالأطـيــــــارِ فـي الأجْــــــــواءِ
إنَّــا وإنْ طـــــالَ الـزَّمـــــانُ لَـمَـعْـــشَـــــرٌ
صُـبُـرٌ عـلــى الـبـأســــــــاءِ والضًّــــــــــرَّاءِ
شـعـــبٌ جَـسُــــورٌ ثائــــــرٌ ومُـكــابــــــــرٌ
لا يـرتـضـــي بِالـــزَّيـــفِ والإغــــــــواءِ
صَـحِـــبَ الـحـيـاةَ صغيــرةً ومَـشَـى بهـا
فوق الـــــدَّمِ المـنـثــــــورِ والأشْــــــــلاءِ
نـحـنُ الخُــلُــــوْدُ لِكُـــلِّ شـيءٍ خــــــالــدٍ
نـحــنُ الـبَــقـاءُ وسِـــرُّ كُــلِّ بـقـــــــــــاءِ
فـافـخَـرْ بِنا يا أيُّـهـا الـوَطَــــنُ الـــــذي
فـاحـــتْ عـلــيْـهِ مـقـابــــــرُ الـشُّـهَـــداءِ
واصغِ لِـلَحْـــنِــي يا حـبـيـبــي! إنَّــنـــي
أتـــلُـو صــــداكَ .. أُذِيـبُـــهُ بِـغُــنَـــائــي
