سَئِمتُ من الحاضرِ الأسودِ
ومُستقبَلٍ فاقدٍ للغدِ
وماضٍ تولّى ولكنّهُ ..
أتى الآنَ من وِجهةِ المُرشدِ
سئمتُ من الوقتِ يجري وما..
أراهُ حريصًا على موعدي
لقد مَرَّ عشرون عامًا ولمْ ..
أُجِبْ عن سؤاليَ: ما مقصدي؟
سئمتُ أيا إخوتي كُلّما
نَضِجتُ مع البُؤسِ في موقدِ
أرى كلّ شيءٍ مُمِلّاً هُنا
كأنّي على السأْمِ لمْ أعتَدِ
سئمتُ من الشمسِ حتى إذا
تَوَارت .. سئمتُ من الفرقدِ
وأرضٍ تدورُ بلا مِحورٍ
أُراقبُها دونما مرصدِ
وغُصنٍ من القاتِ قد ذُقتُهُ
فطارَ النعاسُ من المرقدِ
سئمتُ من الليلِ
لا زوجةٌ..
تُسامرُني بالكلامِ النَّدي
ومن وحدتي في سريرِ الدجى
ومنّي أنا العازبِ الأوْحَدِ
.
.
.
سئمتُ من الموطنِ المُهتري
وتاريخِهِ.. السدِّ والمَعبدِ
ومن ثَوراتٍ لشعبِ الفِدى
ومن بَقبقاتِ الذي يَفتدي
ومن حاكمٍ واحدٍ قد غَدَا ..
ثَمانِيَةً ثَمَّ في مقعدِ
ومن تُبَّعٍ عادَ أقيالهُ ..
ومن سيِّدٍ ليس بالسيّدِ
سئمتُ من الفَرقِ بينَ الورى
وبين المُصَلِّحِ والمُفسدِ
وبينَ الدماءِ التي سُفِكَتْ
وبينَ الضحيةِ والمُعتدي
.
.
.
سئمتُ من العُمْرِ..
عُمري أنا
إلى أن تَمنّيتُ لم أُولدِ
لأنّي خُلِقتُ وما لي سوى
فؤادٍ صغيرٍ بحجمِ اليدِ
أعيشُ البدايةَ لكنّني ..
أعيشُ أسى آخرِ المَشهدِ
أنا نقطةُ السطرِ؛
يا ليتَني
من السطرِ..
والسطرَ لم نوجَدِ