سَكَبتُ مَدَامِعي واللهُ أدرَى
بِمَن بالصَدِّ دَمعَ العَينِ أجـرَى
أيمضي رَاحــلاً لِيَغيـبَ عَـنِّي
ويُشعِلَ لَوْعَةً في القلبِ حَرَّى
ويَرمي سَهمَهُ المَسموم عِشقاً
ويَنْسَى أنَّـهُ أغْـوى وأغْـرَى؟
أيَحلو العَيشُ والمُحبوبُ نَـاءٍ
ورُوحي مِن عَذابِ الهَجرِ حَيْرَى؟
فكم أسْقَيْتُـهُ كأسَ القَوَافي
وبِتنـا بالقَصـيدِ العَذبِ سَكْرَى
ألا يـا هَـاجِسَ الأشعارِ عُـذرًا
لقد أضحى زمانُ الوَصلِ ذِكرَى
فَتَـبَّـاً للهــوى يَوْمـًا إذا مـا
غَدَا في سِجنِهِ العُشَّاقُ أسْـرَى
سأبكي فَقْـدَ من أهواهُ دَهـرًا
عَسى بَعدَ المَدامِعِ ثَمَّ بُشـرى
حَرِيٌّ بِي الدُّعاءُ على غَريمي
ولَكِنّي رَأيْتُ العَـفـوَ أحـرى
ألا يا رَبُّ سامِح مَن جَفـاني
فقد سَـامَحتُـهُ دُنيـا وأُخـرى