صَمتُوا لأنَّ الــــــــــرَّوعَ لَا يَتكلَّمُ
ولأنَّ بوحَ النَّائمينَ مُحــــــــــــرَّمُ
تَخِذُوا من الحُبِّ الَّذِي أبديـــــتُه
سَقفًا بِهِ ظَلُّوا”فخَــــــــــرَّ عَليهِمُ”
كَم ثَغرِ فاتِنَةٍ يُضِيءُ إذَا بَـــــــدَا
لَيلًا، وفي مُهجِ الدَّيَاجِــي يَبسُمُ!
وأنَا أحَدِّقُ فيكِ لَيلَىٰ أســــــــوَةً
بسراجِ قَـــــومٍ أطفَأوهُ فأظلمُوا!
هُزِّي إليكِ السِّدرَ يســــــقطُ نَبقهُ
فالجِذعُ ما هزَّتهُ إلَّا(مَــــــــريَمُ)!
بَينِي وبَينَ النَّاسِ خَـــــيطٌ نَاعِمٌ
في غَزلِهِ كلُّ المَشَــــــــاعرِ تُنظَمُ
كَلَّ الفُـؤادُ، ولم يَزلْ مُســـتيقظًا
قُولُوا لهُ: “ما فَازَ إلَّا النُّــــــــوَمُ”!
وضعٌ بلَا جَـــــدوَىٰ أوَارِي بُؤسَه
يَومًا سَيَجنِي فَقرَهُ مَــن أتخِمُوا
لا تَطلُبُوا القَومَ اللِّئَــــــــامَ لأنَّـــهُ
مِن سُوءِ طَالعِهِم تَغِــيبُ الأنجُمُ!
ليستْ لَهم تِلكَ المَصَـــــارِفُ إنَّما
للقُوتِ يَدَّخِــــــــرُ اللَّئيمَ الدَّرهَمُ!
وأكفُّهُم خَــــــوفَ النَّدَىٰ مَعقُودةٌ
حَاوَلتُ في إطلَاقِها فَاستَعصَمُوا
سِرًّا أمُرُّ علَيهِمُ، وأعُـــــــــــودُهم
وأقَدِّمُ الشَّيءَ الكَثِـــــــــيرَ إلَيهِمُ
وأحَدِّثُ الأخيارَ عَن أحـــــوَالِهم
والطَّيِّبِينَ عَسَــــاهُم أن يَرحَمُوا!
وإذَا سَغِبتُ أظَلُّ مُنطَـــــويًا، ولَا
أغشَىٰ بَخِـــــيلًا بالتَّضَوُّرِ يَحكُمُ!
وإذَا سَـــــألتُ النَّفسَ هَـٰذَا خِيفَةً
فالاعتذَارُ عَن الإجَابَةِ أقــــــــوَمُ
لـ مَتَىٰ يُصِيبُ الأرضَ مِن نِيرَانِها
غَيثٌ، وتَمكُثُ في العَذَابِ جَهَنَّمُ؟
رَحمُ الأمُومةِ لَو تَفكَّــــــــرَ هَـٰكَذَا
بمَواجعِ مَـــــــــرَّتْ، ومَاضٍ يُؤلِمُ
ما عَادَ يَحمِلُ مرَّةً أخــــــرَىٰ، وما
شَكُّوهُ في الطَّلقِ العَسِيرِ ورمَّمُوا!
حُلمٌ يُرَاودُ كلَّ أنثَـــــــــىٰ أنجَبتْ
طِفلًا، وأخـــــــرَىٰ ما تَزالُ وتَحلُمُ
في حَملِ طِفلٍ كالشُّــــرُوقِ معتَّقٍ
بالنُّورِ مِن وهَـــــجِ الطَّبيعَةِ ينجُمُ
كالزَّهرِ في الأكمَامِ مِــــن تَفتيحِهِ
الدُّنيَا تُعِيدُ إلىٰ الرُّؤَىٰ مـــا ترسُمُ!