عندما تخْبو المسايا في الأقاصي
يرتدي الفجرَ المدى
ثم يمضي حيث شادي
يمتطي ظهرَ الطريقِ
باتجاهي
باسِمَ الخُطْواتِ من أرض
النشيدِ
جاء نلهو فوق أكتافِ التلالِ
حولنا نبعُ المياهِ
والخيامُ
داعَبتْ خدِّ النسيمِ كلَّ حينٍ
والخرافُ
والخيولُ
ملءَ صدر الرحبِ تلهو
عند أقدامِ النَّخيلِ
كم لعبنا في زمانٍ
ما عرفنا غيرَ نارَ الحبِّ نارٌ
إذ ترامتْ فوقَ مرجٍ ميِّت تُؤْتِيهِ
حيَّا
…..
من بعيد
روَّع المرجَ الصراخُ
والخرافُ
مسها جنُّ البوادي
والخيول
من شعاب النخل هبت
هزها صمت البوادي
فانتبهنا
بعدها ارْتعدَ الصباحُ
والرياحُ
والمواويلُ التي في جعبتينا
والمدى
و انحنى ظهرُ الطريقِ
والنداءُ
….
طفلةً كنتُ
وكان الصبح بعضي
والرُّبى كفي ووجهُ الماءِ شادي
كان يمضي علَّه يُهْدي الصباح
حلةً
أو بعضَ زهرٍ
أو بلاداً من فؤادي
….
بعد حينٍ
غاب لونُ اللحنِ فينا
والنداءُ
والرجاءُ
والسواقي
والطواحين التي عجنت
صباحاتٍ وورْد
ثم نادى الكون :
” شادي”
ليس لي من حيلةٍ غيرَ
الوشاحِ
غيرَ قنديلٍ يجُوُبُ الأرضَ بحثاً
عن أثيرٍ كان يلهو في الجُوارِ
عن ترابٍ ربما قد ضم َّ”شادي “
أرهقتني طفلةُ المرجِ وراحت
تنثني وجعاً وعشقاً
ربما قد عاد شادي
أرهقتني ثم مالت
فوق قبرٍ شامخٍ فوق التلالِ
كفْكفت دمعاً وحطَّت في
الحدادِ
….
لَملَمت كلَّ الحكايات القديمة
ثم خطت:
” يابلاد التين والزيتون
قري هاهُنا يغفو فؤادي
شعر : منال الشربيني/ الاسكندرية / جكهورية مصر العربية