شجوني في الهوى طَرَبي
وسعدي في المُنى تَعَبي
وإنّي بعض أدخنةٍ
حرائقِها بلا لَهَبِ
وفيها يرتمي وطني
رماداً غير ذي حَطَبِ
وبعضي بعض أرصفةٍ
بها سَقَمي ومُرْتَقبي
وبعضي في الهوى شجني
وبعضي غير مكتئبِ
فديتك يا مُنى نظري
ومعتقدي على الكتبِ
عجبت وفيك من عجبي
كمعجزةٍ بوجه نبي
وفيك شربت معصيتي
لربي واهب العجبِ
فأدعو الله يغفر لي
إذا ساء الهوى أدبي
فمنك ملأت أوردتي
جمالاً منك يخفقُ بي
يخلخلني تشوّقهُ
أذاب اللحم بالعصبِ
ويأكلني العذابُ بهِ
وصالاً جدّ بالطلبِ
فلا تعتبْ، فتظلمني
فليس عليّ من عتبِ
فمنك هو الجمال أتى
وقال للهفتي اضطربي
فقيّدني وسيّرني
بأحلامٍ من الذهبِ
وأيامٍ يزيّنها
تبسّم غمزة الهدبِ
يلازمني السرور بهِا
كأوتارٍ على الطربِ