شموع على عتبات الوداع/بقلم:طارق السكري

هَا خارجاً مِن كلِّ أغلفتي
إليكَ
ورامياً مِن إصْبعِ الكلماتِ
“شِيلاني” عليكَ
وَراجياً أن لا تغادرْ
لم نزلْ
في سكرةِ الحلمِ الجميلِ
غداةَ حنَّتْ فوقنا بالسعدِ
أجنحةُ البشائرْ
‏وبدا الصِّغارُ كما الأهلَّةِ في الشوارعْ
‏ ‏: زارنا ضيفٌ نبيل
‏والمساجد ضاحكاتٌ
‏والسواقي لاهثاتٌ في المزارعْ
‏اجلسْ
‏تفضّلْ
‏ها هوَ الكرْمُ اليمانيُّ المعتَّقُ
‏ياخصيبَ الرُّوحِ
‏فاترك للأسى همَّ الرّحيلِ

*

الحربُ دائرةٌ علينا لم تزلْ
والدَّربُ مُكتظٌ أجلْ
والأفْقُ سكِّينٌ على حَافاتها انتحر الأملْ
والأرضُ تنزف من أزلْ
وأنا هنا متناقضٌ ..
والشوق مَنفىً لم يزلْ
يا نفحةٌ عُلْويةٌ
طلعتْ كما طلع النهار
على البحار على السهول على الديار
ضاءَ الطريقْ
ومشتْ فراشاتُ النُّفوسِ على خيوطٍ من عقيقْ

*

لا لا تغادرْ
لم نزل نروي إلى أطفالنا
الجَوْعى
حكايا الغيمِ
والحقلِ الرَّفيقِ
لمَّا أهَلَّ محمَّدٌ
كالبدرِ
كالشّدوِ الأنيقِ
فاخضرَّتِ الصحراءُ
وانبعثت قياماتُ الشروقِ

*

رمضانُ
مهلاً
ما دهاكْ ؟
اِصبر قليلاً
لم تزل أرواحُنا ظمأى إليكْ
أوطاننا سجنٌ
وَمَنفانا اعتقالٌ أو شِباكْ
وظلالنا صَخَبٌ
يَجُرُّ زمامَها ضربٌ طويلٌ
من صراعٍ وانفصامٍ وانتهاكْ
اِصبر قليلاً
لم تزل أرواحُنا ظمأى إليكْ
لمَّا انبعثتَ ..
تنفّستْ أضلاعُنا الصُّعَداءَ وانطفأ الأَلَمْ
وتبدَّلت أقلامنا عُرْسَاً وكانتْ قبلُ رَهْناً للسَّأمْ
إنَّا نَسِينَا يَوْمَ أقْبلتَ العذابْ
فاصبرْ، وجرِّبْ مثلنا تنسى الغيابْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!