شهيدةٌ وشهيدْ
على متن الغيومِ فرحْ
كيف التقى بكما، فخرجتما من بين قوس قزحْ؟
كيف استعدّكما من بين ناب وشبحْ!
وفرحتما، وعبقتما، ونظرتما، وضحكتما
فتعانق اللحنانِ في لحظِ المرحْ!
ناديتما الجمع الذي سجّاكما فنفضتما ذاك الترابَ..
ركبتما فرساً تهاداه المدى، مدّ البهاءِ قد اتّضحْ!
شهيدةٌ وشهيدْ
على متن الخلود مسافةٌ الصفر بينكما
وعبارتان تؤلفان العبقرية في الموتِ الجميلِ المقترحْ!
أيها هذا القابض موتا في يديكْ
هيا استرحْ
شهداؤنا فرحٌ على فرح لا يعرفون سوى الفرحْ!
أرأيتهم يبكون؟!
وماذا إن بكوْا شيئا قليلا من حنين مفتضح؟!
ستراهمُ في زيّك المتهتكِ المسبوغِ رعبا في القدحْ!
فاشرب لهم نخبا جديدا من دمٍ
وهُمو سيشربون زهوا قد جمحْ!
ويواصلون بعد الموت موتك!
فاسترحْ منهم قليلا ذات ليلْ
حتى تراهم في غدٍ يتراقصون أمام عينك في المطرْ
ويعبرون ظلكَ… فاسترح!
أرأيت كيف شهيدةٌ وشهيدْ
تعانقا في السرمدي المنفتحْ!
وتمردوا…
كلّ الحواجز والرصاص
إلى ذاك المدى المطلقْ!
هل كنتَ تعرفُ كيف ينبجسُ الفرحْ
من لحظةٍ جرع الشجرْ
نخب النضوج المتَّضحْ؟!
هيا استرحْ
إن شئت فانظر للخليلِ
شهيدة وشهيدْ
تعمدا وصلا جديدا
لست تعرف كنهه وجماله
هم وحدهم صُنِعوا على عينيْ جلالِ اللهْ!
فحدقْ… واسترحْ!
قد استباحوا كلك المشؤومْ
فاستبح منهم جسدْ
واشربْ دماً
وانظر بعدها عرسين في كل ركنٍ منشرحْ!
شهيدة وشهيدْ
على متن الغيومِ فرحْ!
هو ليس رمزا عابرا أفق المجازْ
لكنما أسرارُ قوسِ قُزحْ!